غالبا ما تُتهم فيسبوك بأنها تحاول الدخول إلى رؤوس المستخدمين لمعرفة ماذا يفكرون. وأمس الاثنين اشترت فيسبوك شركة ستتيح لها حرفيا الوصول إلى دماغك، ولكن فقط من أجل أن تتحكم أنت بالأجهزة. والشركة الناشئة التي اشترتها فيسبوك هي "كنترول-لابس" (CTRL-Labs) التي تأسست قبل أربع سنوات، وتستخدم مزيجا من تقنية تعلُّم الآلة وعلم الأعصاب كي تتيح للناس التحكم بواجهات الحاسوب بقوة الدماغ. يقول أندرو بوسوورث، نائب رئيس الواقع الافتراضي والواقع المعزز في فيسبوك في بيان حول الشركة الجديدة "إنها تلتقط نيتك حتى تتمكن من مشاركة صورة مع صديق باستخدام حركة غير محسوسة، أو عبر نيتك القيام بذلك". وتمتلك كنترول-لابس إمكانية أن تصبح واجهة تحويلية لأجهزة الواقع الافتراضي والواقع المعزز. ويمكن النظر إلى التقنية كواجهة أمامية لشركة أوكولوس (المطورة لنظارات الواقع الافتراضي أوكولوس ريفت/غو/كويست)، كما قد تكون أيضا الطريقة التي نكتب ونتحكم بها بهواتفنا في المستقبل. وكنترول-لابس هي واحدة من بين شركات عديدة تحاول توصيل الدماغ بالجهاز، وتعتبر من الشركات الناشطة في هذا المجال. وشارك في تأسيسها توماس ريردون، الذي أنشأ المشروع الذي أصبح "إنترنت إكسبلورر"، أول متصفح ويب لشركة مايكروسوفت، ثم ترك التكنولوجيا للحصول على درجة الدكتوراة في علم الأعصاب، أما شريكه فهو عالم الأعصاب باتريك كيفوش. وبدلا من إجراء جراحة في رأسك، تستخدم شركة كنترول-لابس رباطا على معصمك لاكتشاف الإشارات التي يرسلها دماغك إلى يدك. وهذا الرباط الذي يبدو كأنه ساعة كبيرة غير عصرية، ينقل الإشارات إلى الهاتف أو الحاسوب. ويسمح لك هذا الأمر بالتحكم في أي جهاز بمجرد التفكير في أنك تريد تحريك يدك بطريقة معينة. لهذا يمكن لكنترول-لابس أن تعمل كواجهة لتطبيقات الواقعين الافتراضي والمعزز لشركة أوكولوس. كما قد تلعب دورا في جهود فيسبوك لاستخدام الدماغ للكتابة مباشرة، باستخدام التقنية لقراءة عقلك عندما تفكر فيما تريد كتابته. وعند النظر إلى هذا الاستحواذ من منظور إستراتيجي، فإن الشراء بسعر غير معلن أمر منطقي لكلتا الشركتين. حيث ستحصل كنترول-لابس، التي حصلت حتى الآن على تمويل استثماري بقيمة 67 مليون دولار، على الموارد اللازمة لتسريع تطورها حيث لم تطرح الشركة بعد أي منتج. من ناحية أخرى فإن أي عملية استحواذ تقوم بها فيسبوك هذه الأيام ستخضع للتدقيق، وذلك أن الشركة متهمة باستبعاد المنافسين المحتملين عبر عمليات الاستحواذ، بما في ذلك استحواذها على شركتي إنستغرام وواتساب، ومن المحتمل أن يدفع هذا الحكومة الأميركية إلى مراجعة عملية الاستحواذ باعتبار أنه قد يكون لدى فيسبوك ما تخفيه حتى لو كان مجرد رباط للمعصم يستقبل إشارات الدماغ، حسب الجزيرة.