الإثنين 09 فبراير 2015 أجرى الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، الأحد، أربعة اتصالات هاتفية بقادة دول السعودية والكويتوالبحرين بالإضافة إلى ولي عهد أبوظبي. وتأتي الاتصالات بعد يوم من تسجيل صوتي بثته قناة (مكملين) الفضائية، المحسوبة على جماعة الإخوان المسلمين، السبت، قالت: إنه دار بين السيسي (خلال توليه وزارة الدفاع) ومدير مكتبه اللواء عباس كامل ورئيس أركان الجيش المصري محمود حجازي، وتضمن "إساءة" لدول خليجية. وتضمن التسجيل، الذي بثته قناة "مكملين"، السبت، ولم يتسن ل"الأناضول" التأكد من صحته، اتهامات تتعلق بدخول جزء من أموال الدعم الخليجي لمصر في ميزانية الجيش، كما تتضمن إساءة لبعض دول الخليج، بوصفها "أنصاف دول". وخلال اتصاله بالعاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، قال ملك السعودية: إن "علاقة المملكة ومصر أكبر من أي محاولة لتعكير العلاقات المميزة والراسخة بين البلدين الشقيقين"، مشيرًا إلى أن موقف بلاده "تجاه مصر واستقرارها وأمنها ثابت لا يتغير"، وفقًا لوكالة الأنباء السعودية الرسمية وبيان للرئاسة المصرية الأحد. وبحسب الوكالة السعودية، فقد أكد الملك سلمان للسيسي "وقوف المملكة العربية السعودية إلى جانب حكومة وشعب جمهورية مصر العربية الشقيقة". وأوضح العاهل السعودي أن "موقف المملكة تجاه مصر واستقرارها وأمنها ثابت لا يتغير، وأن ما يربط البلدين الشقيقين نموذج يحتذى في العلاقات الاستراتيجية والمصير المشترك"، مضيفًا أن "علاقة المملكة ومصر أكبر من أي محاولة لتعكير العلاقات المميزة والراسخة بين البلدين الشقيقين". وقد أعرب الرئيس عبدالفتاح السيسي -بحسب الوكالة السعودية- عن تثمينه وتقديره البالغ لما عبر عنه العاهل السعودي من مشاعر كريمة ومواقف صادقة. كما أعرب عن تمنياته للملك سلمان وشعب وحكومة المملكة بدوام التوفيق، و"أن يحفظ المملكة ومصر من كل مكروه، وأن يديم الأمن والاستقرار على البلدين الشقيقين"، وفقًا للوكالة السعودية. وجرى خلال الاتصال استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين ومستجدات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، بحسب المصدر ذاته. وتضمن بيان الرئاسة المصرية نفس ما جاء في الوكالة السعودية، غير أنه أضاف أن الرئيس المصري أوضح خلال الاتصال أن "العلاقات بين البلدين لم ولن تتأثر بأية محاولات مُغرضة تستهدف النيل من استقرار المنطقة ووحدة الأمة العربية ومقدرات الدول العربية وشعوبها". كما أجرى الرئيس المصري اتصالًا هاتفيًّا بأمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، أكد خلاله الأخير أن "مسيرة الوحدة والتضامن مع مصر لم ولن تتأثر بأية محاولات للنيل منها"، بحسب بيان للرئاسة المصري. وأضافت الرئاسة المصرية، في بيان لها، مساء الأحد، أن الجانبين "بحثا عددًا من الموضوعات على الساحتين العربية والإقليمية في إطار التنسيق والتشاور المستمر، والذي يعكس عمق ومتانة العلاقات الأخوية بين البلدين". وأشاد السيسي، خلال الاتصال بأمير الكويت، ب"حكمة الرأي وصواب الرؤية للشيخ صباح الأحمد"، مُثمنًا "جهوده الدؤوبة والمُقدرة التي يبذلها لصالح الأمتين العربية والإسلامية، ومساندته الدائمة لمصر وشعبها". وأعرب الرئيس المصري عن أطيب تمنياته لأمير وشعب وحكومة دولة الكويت الشقيقة، مشيرًا إلى أن "البلدين يربطهما مصير واحد"، مؤكدًا "حرص مصر على أمن واستقرار الكويت". وبحسب بيان الرئاسة المصرية، أكد الشيخ صباح الأحمد "دعم ومساندة دولة الكويت لمصر، ووقوفها بجانبها من أجل اجتياز المرحلة الانتقالية التي تمر بها، بالإضافة إلى المساهمة في دفع عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية". وأضاف البيان: "أكد أمير الكويت على أن مسيرة الوحدة والتضامن مع مصر لم ولن تتأثر بأية محاولات للنيل منها، وأن مثل تلك المخططات الواهية لن تسفر سوى عن مزيد من الإصرار على تعزيز التعاون مع مصر في شتى المجالات على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والأمنية". كما أجرى السيسي اتصالًا هاتفيًّا بولي عهد أبو ظبي، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أكد خلاله آل نهيان "حرص دولة الإمارات على تعزيز أواصر العلاقات وتطوير التعاون الثنائي بما يخدم المصالح الاستراتيجية للبلدين والشعبين الشقيقين"، بحسب بيان للرئاسة المصرية. وأضافت الرئاسة، في بيان لها، في وقت متأخر مساء الأحد، بحث الجانبان "سُبل تعزيز وتنمية العلاقات الثنائية بين الدولتين، فضلًا عن استعراض عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، وخاصة فيما يتعلق بجهود مكافحة الإرهاب في المنطقة". وبحسب البيان، أكد السيسي، خلال الاتصال، على "ما تحظى به دولة الإمارات العربية المتحدة من مكانة خاصة لدى الشعب المصري"، مشيدًا في هذا الصدد ب"المواقف التي أبدتها دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان إزاء مصر وشعبها". وأضاف البيان: "أكد الرئيس (السيسي) على متانة العلاقات بين البلدين، والتي أرساها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والتي استمرت من خلال مواقف إماراتية مشرفة لن ينساها الشعب المصري، ولن تنال منها محاولات مُغرضة هدفها الأساسي النيل من استقرار المنطقة ووحدة الأمة العربية ومقدرات شعوبها". ومن جانبه، أكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان "حرص دولة الإمارات العربية المتحدة على تعزيز أواصر العلاقات وتطوير التعاون الثنائي بما يخدم المصالح الاستراتيجية للبلدين والشعبين الشقيقين"، بحسب بيان الرئاسة المصرية. وأضاف آل نهيان: "موقف دولة الإمارات المساند والداعم لمصر وشعبها موقف تاريخي ثابت وليس وليد مرحلة معينة، في ضوء الدور المحوري لمصر في محيطها الإقليمي والدولي، وما تمثله من صمام أمان لاستقرار وأمن المنطقة"، بحسب البيان. وأعرب ولي عهد أبو ظبي عن "ثقته الكاملة في قدرة الشعب المصري وقيادته على مواجهة كل التحديات والمضي قدمًا في طريق النجاح والوصول للأمن والاستقرار والتقدم". كما أجرى السيسي اتصالًا هاتفيًّا بملك البحرين، حمد بن عيسى آل خليفة، أكد خلاله آل خليفة على "استمرار مملكة البحرين في مساندة مصر، ودفع جهودها التنموية، والعمل سويًّا من أجل إنجاح المؤتمر الاقتصادي (يقام في مارس/آذار المقبل)"، بحسب بيان للرئاسة المصرية. وبحسب البيان "استعرض الجانبان العلاقات المتميزة التي تربط بين البلدين في مختلف المجالات، وما تشهده هذه العلاقات من تطور سريع ونمو متواصل"، فضلًا عن "مجمل التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية وتبادل وجهات النظر حول عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك". وأشاد السيسي، خلال الاتصال، ب"مواقف مملكة البحرين، التي كانت في طليعة الدول التي أعلنت دعمها لثورة الشعب المصري في 30 يونيو (حزيران 2013 التي مهدت للإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي)". وأضاف السيسي: "العلاقات بين البلدين تتميز بالخصوصية، مما يجعلها نموذجًا للعلاقات الأخوية القائمة على الاحترام والثقة المتبادلة والحرص المشترك على مصالح البلدين والأمة العربية"، بحسب البيان. من جانبه، أكد حمد بن عيسى على "استمرار مملكة البحرين في مساندة مصر، ودفع جهودها التنموية، والعمل سويًّا من أجل إنجاح المؤتمر الاقتصادي"، داعيًا الله عز وجل أن "يديم الأمن والاستقرار والسلام على أوطاننا، وأن تنجح الجهود العربية المشتركة في تحقيق المصالح العليا لوطننا العربي". وفي وقت سابق من يوم الأحد، استقبل الأمير مقرن بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء السعودي، في مكتبه بقصر اليمامة في الرياض، سفير مصر لدى المملكة، عفيفي عبد الوهاب، حيث جرى خلال اللقاء "بحث الموضوعات ذات الاهتمام المشترك"، بحسب وكالة الأنباء السعودية.