الجمعة 06 فبراير 2015 في ميدان الأدب توجد مجموعات ضغط "لوبيات" تمنع دخول المتأدبين ذوي التوجه الإسلامي. وأنا أحدثك عن تجربتي في الصبا (في نحو الخامسة عشرة من عمري): كنت أكتب الشعر والمقالات الأدبية على طريقة أهل الأدب المتقدمين، وأرسلها للصحف فلا تلقي لها بالا، ولا أتلقى منها ردا، لا بمدح ولا بقدح! وجرّبت يوما -على سبيل العبث- أن أكتب على طريقة شعر الحداثة، كلاما لم أفهم منه -وأنا كاتبه- شيئا، وإنما كان صفا للرموز والألغاز والأساطير على طريقة أدونيس ومن شاكله! وأرسلته إلى مجلة، فأتاني جواب من هيئة التحرير يثني على القصيدة، ويعتذر عن نشرها لأن موضوعها لا يلائم الخط التحريري للمجلة، ويتمنى لي حظا موفقا في ميدان الشعر! ثم نظمت بعد سنوات قليلة شعرا بالفرنسية وأرسلته إلى صحيفة مغربية، فما مضى إلا قليل حتى وجدته منشورا في صفحة الأدب فيها. ثم تكرر ذلك مع ثلاث قصائد. ثم وجدتني مشاركا في مسابقة شعرية تنظمها مؤسسة فرنكوفونية مركزها في فرنسا، ثم فائزا بجائزة، ثم مدعوًّا إلى حفل بهيج لتسليم الجوائز بالدار البيضاء! وكنت خلال هذا كله أتعجب: حين أبدعت حقا بِلغتي التي أعتز بها، وعلى وفق أصولها الأدبية واللغوية، لم ألق غير التنكر والتجاهل؛ وحين خلّطت أو وافقت السائد، وجدت التشجيع والثناء! والحمد لله أن حفظني الله سبحانه -بأسباب أخرى- من الاستمرار في أدب الحداثة، أو في التنكر للغة الضاد. ولا أشك أن الكثيرين لم يسلموا من هذا الإغراء، وأنهم يلِجون هذه المجالات لأنهم لا يجدون أمامهم منفذا لإبداعهم غيرها. والعبرة من هذا كله: أن القائمين على الإعلام وهيئات الأدب، يمكرون ليلا ونهارا، لطمس الذوق العربي في صفوف الناشئة، وأن هؤلاء الصغار هم الذين يتحولون -فيما بعد- إلى رؤوس للعلمانية والتغريب، وأن أكثرنا غافل عن جلّ هذا للأسف! ومن أعظم أمنياتي في الحياة، أن أجد من المال ما يكفي لأقيم معاهد لتعليم العربية، ونشر آدابها، والوقوف في وجه الفرنكوفونية الزاحفة، والذوق الأدبي الممسوخ، وتشجيع شداة الأدب على الإبداع بعيدا عن ضغط جهلة الإعلام. ولعل ذلك يكون يوما، فالرجاء في الله كبير!