هوية بريس – عبد الله المصمودي ندد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في بيان له اليوم، واستنكر الاعتداءات المتكررة للاحتلال الإسرائيلي على المسجد الأقصى وإغلاق أبوابه في وجه المصلين واقتحام مصلى قبة الصخرة، وأيضا الاعتداءات المتكررة على مصلى باب الرحمة بالمسجد الأقصى، ومحاولات إعادة إغلاقه بعد أن استطاع المرابطون إعادة فتحه والصلاة فيه، بعد 16 سنة من الإغلاق. وإليكم نص البيان: "بسم الله الرّحمن الرّحيم "سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ" {الإسراء 1}. "وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوا وَّنَصَرُوا أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا ۚ لَّهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ" {الأنفال 74}. بيان حول الاعتداء الصّهيونيّ الجديد على المسجد الأقصى المبارك ومصلّى باب الرّحمة: الحمدلله ربّ العالمين، والصّلاة والسّلام على سيّدنا محمّد وعلى آله وصحبه ومن تبهم بإحسان إلى يوم الدّين وبعد: فإنّ العدوّ الصّهيونيّ ما يزال يطالعنا كلّ يومٍ بعدوانٍ جديد وانتهاك خطيرٍ بحقّ مسرى النبي صلى الله عليه وسلّم، ومحور العدوان هذه المرة باب الرحمة بمحاذاة السور الشرقي للمسجد الأقصى إلى الشرق من مصلى قبة الصخرة. فالمستوطنون يزعمون أن باب الرحمة كان يستخدم مدخلا رئيسيا للهيكل المزعوم ويقفون بمواجهته كأنهم سيدخلون من خلاله إلى ما يسمونها "قدس الأقداس" ويعود بناء باب الرحمة بشكله الحالي إلى العهد الأموي ويحتوي على قاعات كبيرة تعلوها قبة غشيها العديد من الصحابة رضوان الله تعالى عنهم والعلماء في مختلف العصور. وفي عام 2003م أصدرت قوات الاحتلال الصّهيوني قرارًا بإغلاق باب الرّحمة والبناء المجاور له، ثمّ قامت قوات الاحتلال الصّهيوني قبل شهر من الان بإغلاقه بالأقفال والسلاسل الحديديّة. وهبّ أبناء القدس الأبطال ليذودوا عن المسرى بقلوبهم وأرواحهم، فكسروا الأقفال وفتحوا المصلّى رغم أنف الاحتلال وأقاموا فيه الصّلاة مما جعل الاحتلال الصّهيونيّ يستنفر جنوده ومستوطنيه الذين أقدم المئات منهم صباح اليوم على اقتحام مصلّى باب الرّحمة تحت شعار " حماية باب الرحمة من إعادة سيطرة المسلمين عليه" وبهدف تحويل المصلى إلى كنيس يهودي، في ظل حماية من شرطة الاحتلال، إضافة الى الحصار الذي يفرضه الكيان على الغزة بهدف تركيع أهلها وحملهم على الاستلام لعدوانه وظلمه. وقد تداعى الاتحاد العالميّ لعلماء المسلمين للبحث في واجب العلماء والأمة تجاه هذا العدوان الخطير، وهنا يؤكّد الاتحاد على الآتي: أوّلًا: يؤكّد الاتّحادُ على أنَّ باب الرّحمة والبناء المجاور له جزء من المسجد الأقصى المبارك، وأنَّ الاعتداءَ عليه هو اعتداء على المسجد الأقصى المبارك وعلى الأمّة الإسلاميّة جمعاء، ممّا يوجب على الأمّة كلّها النّفير والتّحرّك بما تستطيعه من إمكانات وقدرات لوقف هذا العدوان الإجراميّ. ثانيًا: يؤكّد الاتّحاد بأنَّ العدوان على باب الرّحمة هو تطبيقٌ فعليّ وتنفيذٌ لمخططات التقسيم الزّماني والمكاني للمسجد الأقصى المبارك، ويؤكّد الاتحاد بأنَّ المسجد الأقصى المبارك حقٌّ خالصٌ للمسلمين بكلّ حدوده وأجزائه فوق الأرض وتحت الأرض وليسَ لغيرهم حقٌّ فيه على سواءٌ في ذلك الزّمان والمكان. ثالثًا: يطالب الاتّحاد دول العالم الاسلاميّ جمعاء بالتّحرّك العاجل لوقف هذا العدوان الصّهيونيّ الخطير، ويخصّ بالدّعوة المملكة الأردنيّة الهاشميّة والجمهوريّة التركيّة والمملكة المغربيّة لما لهم من صفات اعتباريّة إشرافيّة في رعاية الأوقاف المقدسية ولجنة القدس ورئاسة منظمة التعاون الاسلامي. رابعًا: يدعو الاتحاد وزارات الأوقاف في العالم الإسلامي إلى التحرّك العاجل مع الجهات الرّسميّة والدّوليّة لمنع هذا العدوان الصّهيوني. كما يدعو الاتّحاد هذه الوزارات إلى فتح أبواب المساجد أمام حملات جمع الدّعم المالي لنصرة القدس وأهلها، وتثبيت المرابطين في المسجد الأقصى المبارك. خامسًا: يؤكّد الاتحاد على أنَّ الأنظمة والشّخصيات الرّسمية المهرولة إلى التّطبيع مع الكيان الصّهيوني مشاركةٌ له في جرائمه بحق شعبنا وأمتنا ومقدّساتنا، وتتحمّل مع الكيان المجرم المسؤوليّة عن هذه العربدة والغطرسة والجرائم الممنهجة، فهي التي أعطت للكيان الصّهيونيّ الضوء الأخضر للسير في تنفيذ مخططاته مطمئن الجانب. سادسًا: يدعو الاتحاد أبناء الأمة الاسلامية وشعوبها الحيّة إلى مساندة أهلنا المرابطين في القدس بكل وسائل الدعم الماديّة والمعنوية لتعزيز صمودهم وثباتهم فهم خطّ الدفاع الأول عن مسرى النبيّ صلى الله عليه وسلّم. سابعًا: يناشد الاتحاد خطباء منابر المسلمين جميعا لا سيما منبري المسجد الحرام والمسجد النبوي أن يستحضروا المسجد الأقصى في خطبهم ومواعظهم ودعائهم وقنوتهم في الصّلوات، وبيان الواجبات الشرعية على الأمة حكاما ومحكومين تجاه المسجد الأقصى المبارك. ويدعو الاتحاد الى جعل الجمعة القادمة جمعة غضب ونصرة للمسجد الاقصى المبارك على مستوى الامة كلها ثامنًا: يدعو الاتحاد العلماء والدّعاة إلى تبنّي وتحمّل مسؤوليّة الدّعم الماليّ نصرةً للقدس والمسجد الأقصى. وإنّه من التسابق في الخير والتنافس المحمود أن يحدّد أهل كلّ بلدٍ القيمة والمبلغ المراد من عمّار كلّ مسجدٍ. تاسعًا: يحيي الاتحاد أهلنا المرابطين في القدس نساءً ورجالا، اولئك الذين يضربون اليوم أروع الأمثلة في الفداء والتّضحية والذّود عن قبلة المسلمين الأولى. عاشرّا: يستنكر الاتحاد العدوان الصهيوني الغاشم الذي استهدف قطاع غزة ويدعو الدول العربية والاسلامية الى التدخل العاجل للجم هذا العدوان وإيقافه بكلّ الوسائل المتاحة. حادي عشر: يطالب الاتحاد برفع الحصار الجائر عن قطاع غزة، لاسيما الذي تفرضه جهات ودول عربية ويعده جريمة بحق الانسانية ومظاهرة للعدو على الأخ الشقيق ومساندة للكيان الصهيوني في ظلمه وعدوانه. وفي الختام نؤكد على أن النصر قادم، وأن الظلم سينهار مهما طال الزمن، والاحتلال إلى الزوال مهما استقوى . وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}يوسف 21{ الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين اسطنبول يومي 7-8 رجب 1440ه الموافقين 14-15 مارس 2019م".