على مشارف الحدود المغربية، نظم الجيش الجزائري، أمس الإثنين، تمرينا عسكريا بالذخيرة الحية بالقطاع العملياتي الجنوبي في تندوف، أشرف عليه قائد أركان الجيش الفريق السعيد شنقريحة. وأعلنت وزارة الدفاع الجزائرية أن التمرين العسكري التكتيكي تم إجراؤه بالذخيرة الحية بالقطاع العملياتي الجنوبي في تندوف، في إطار "متابعة مدى تنفيذ برنامج التحضير القتالي لسنة 2021/2022" على مستوى الوحدات الكبرى للجيش الجزائري في النواحي العسكرية الست. وأظهرت صور بثها التلفزيون الجزائري الجنرال شنقريحة وهو يحيي جنوده، بينما تم إطلاق صواريخ قصيرة المدى من قبل سلاح المدفعية. ويأتي هذا التمرين العسكري الجزائري على بُعد أيام من تداريب "الأسد الإفريقي 2022" التي ستُجرى في المغرب، وجزء منها ستحتضنه منطقة المحبس التي تقع على مقربة من تندوف. وقال الخبير في الشأن الأمني محمد الطيار إن النظام العسكري الجزائري أعلن عن برمجة تمرين عسكري بالمنطقة العسكرية الثالثة بتندوف، على بعد أيام معدودة من انطلاق مناورات الأسد الإفريقي 2022، "كرد صريح على جزء من المناورات الدولية التي ستجرى في قطاع المحبس". وأضاف الطيار، في تصريح لهسبريس، أن "مشاركة 18 دولة، إلى جانب مراقبين عسكريين من حوالي ثلاثين دولة من إفريقيا والعالم، في مناورات الأسد الإفريقي في منطقة المحبس، أصاب النظام العسكري بحالة من الذعر والفزع". وتابع بأن "النظام العسكري الجزائري لم يجد أي وسيلة للرد غير الإعلان عن تنظيم تدريب عسكري بمنطقة تندوف، كما أن مشاركة هذا العدد الكبير من الدول في مناورات الأسد الإفريقي يبين بجلاء أن قضية الصحراء المغربية حسمت". وواصل قائلا إن "جميع المناورات العسكرية التي يجريها الجيش الجزائري في مختلف مناطقه العسكرية، يعتمد فيها على عتاد عسكري يظهر مستوى جاهزية جيشه، حيث مازال يستعمل خردة تعود إلى عهد الاتحاد السوفياتي البائد؛ فمثلا مازال يعتمد بشكل كبير على دبابات تعود إلى الأربعينات والخمسينات والسبعينات من القرن الماضي، كدبابة T.54 التي يرجع تاريخ صنعها إلى سنة 1947 ودبابة T.55 التي تعود إلى سنة 1958 ودبابة T.72 لسنة 1973". وختم الطيار تصريحه لهسبريس بالإشارة إلى أن التدريب العسكري الذي أعلن عنه النظام العسكري الجزائري كرد صريح على مناورات الأسد الإفريقي الدولية، "سيكون مناسبة أخرى تبين ما وصل إليه هذا النظام العسكري من عجز واسع، أقل مظاهره الصراعات والانقسامات الداخلية بين أجنحته".