في أقل من شهر، عرفت جهة الشرق، ولاسيما مدينة وجدة، أكثر من ثلاث عواصف رملية استمرت لأيام، كانت آخرها الرياح القوية المصحوبة بالأتربة والغبار التي عرفتها المدينة منذ صباح اليوم الإثنين، مع تسجيل ارتفاع في درجة الحرارة وصل إلى 32 درجة مئوية. وتؤثر هذه العواصف في أغلب الأوقات، وفق ما عاينته جريدة هسبريس، على حركة السير والجولان داخل المدينة، نتيجة انعدام الرؤية، إلى جانب اضطرار عدد من المحلات التجارية والأسواق إلى الإغلاق تجنّباً لتغطيتها بالغبار، كما تتناثر سلعها بسبب قوة الرياح. وتستمر تداعيات هذه العواصف لأيام بعدها، خاصة في حال لم تتبعها تساقطات مطرية، إذ تشرع أغلب الأسر في تنظيف البيوت ويهم التجار بغسل واجهات المحلات؛ إلى جانب توافد المئات على محطات غسل السيارات في آن واحد. كما يسجل انخفاض حاد في مستوى الفرشة المائية التي تعتمد عليها مدينة وجدة، ما تسبّب في اضطراب لافت في التزود بالماء الصالح للشرب لأيام بعد العاصفة الأولى، وفق ما أكده مسؤول في الوكالة الجماعية لتوزيع الماء بوجدة، في تصريح سابق لهسبريس. وإلى حدود السنة الماضية، كانت مدينة وجدة، حسب المعطيات المتوفرة لدى الجريدة، لا تعرف هذه العواصف الرملية إلا مرة واحدة في السنة، وبالضبط في أحد أشهر فصل الصيف. في هذا السياق، وجّهت حورية ديدي، النائبة البرلمانية عن حزب الأصالة والمعاصرة، سؤالا كتابياً إلى محمد الصديقي، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، تسائله فيه عن الإجراءات والتدابير التي تعتزم الوزارة اتخاذها من أجل إنشاء حزام أخضر بجهة الشرق يقيها من الأضرار التي تخلفها هذه العواصف الرملية. وأكدت ديدي، في السؤال الذي تتوفر هسبريس على نسخة منه، أن هذه العواصف كانت نتيجة لاقتراب منخفض جوي، الأمر الذي نتج عنه ترسب كتل هوائية رطبة وباردة؛ وهو الاضطراب الجوي الذي كان مصحوبا برياح جنوبية قوية، ما أدى إلى تناثر الغبار القادم من المناطق الجنوبية إلى شرق البلاد. وأضافت النائبة ذاتها أن الأمر مرتبط أساسا بزحف التصحر على جهة الشرق، بفعل ضعف عمليات التشجير وغياب حزام أخضر يقي من الأضرار الناتجة عن العواصف الرملية.