في ضوء تحقيق كتاب (أربعون حديثا في العدل) «4» كان القدماء حريصين أشد الحرص على وضع قواعد للحوار أو الجدال ليكون هنا الحوار أو الجدال مثمرا وذا فائدة بين الناس، وتجد في التراث الإسلامي أبوابا يخصصها العلماء لما يسمونه أدب الحوار أو المناظرة، بل كانت بين مناهج الدراسة يتعلمونها كما يتعلمون قواعد المنطق وأصوله، بل كانت جزء من هذه القواعد. ولا غرابة أن يهتم المسلمون بذلك لأن القرآن الكريم وضع لهم المنهج ورسم الطريق في أدب الدعوة والاتصال مع الناس في حياتهم وتقلباتها وقال: (ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن)، كما علم الرسول عليه السلام أصلا مهما من أسس الحوار في قوله: (وإنا آوياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين قل لا تسألون عما أجرمنا ولا نسأل عما تعملون). وعند اشتداد الصراع بين الرسول وأهل الكتاب في المدينةالمنورة جاءه الأمر على النحو التالي: (قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله) كما ارشد المسلمين إلى أسلوب يتم من خلاله احترام الناس وعقائدهم وما يعبدونه أو يقدسونه ولو كان باطلا فقال: (ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم). وأما الأساس والقاعدة مع المخالفين فهي (لكم دينكم ولي دين). خطر ببالي هذا وغيره من القواعد والتوجيهات مثل (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة) الآية. وأنا أراقب و أتصفح ما يكتبه بعض الناس حول الإسلام ونبي الإسلام مع حملهم أسماء تنبئ أنهم مسلمون ولكن مع ذلك لا يوفرون من الاحترام في مناقشاتهم والحوارات التي يجرونها حتى ما يوفره الإسلام في مناقشته ومجادلته لخصومه العقائديين والكافرين به. وأغرب ما كان ينتظر من هؤلاء هو نوع من سوء الخطاب اتجاه مقدسات الغير وعقائده حتى إذا لم يكونوا هم مؤمنين بها. والواقع أن كثيرا من التعابير المستعملة ومضامينها تنبئ عن أن بعض الناس ممن يقعون تحت مضمون قول الله تعالى: (ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير ثاني عطفه ليضل عن سبيل الله). وإذا كان بعض الناس يقصدون الإثارة والاستفزاز فإن التأسي بالرسول نفسه من أوجب الواجبات عندما قال:(اللهم اهدي قومي فإنهم لا يعلمون) وهو مع الألم يقول ذلك وقد بين القرآن أنه كان بالفعل يؤلمه ويحزنه ما يقوله ويروجه أعداء دعوته، فجاء الوحي مطمئنا له (قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ). الآية:33 سورة الأنعام. وعلى أي حال فلنلتزم بالتوجيه القرآني الصادق وهو قوله تعالى: (هذه سبلي ادعوا إلى الله على بصيرة) الآية. ********* عود على بدء نعود الكلام عن السنة ونحن هنا نستعملها بما يرادف الحديث دون أن ندخل في الكلام حول التفريعات الفقهية «سنة - بدعة» ولا المذهبية كذلك لنتمم بعض ما بدأناه، وقد أشرنا في الحديث الأخير إلى التوثيق الذي اعتمده كل من الأمامية والسنة وبالأخص في موضوع الإمامة وهو ما أثار بعض الأخذ والرد والنقاش ونؤكد من جديد أن الهجوم العنيف الذي تتعرض له السنة قديما وحديثا والمتعدد الأهداف والمشارب والغايات، والمنطلق من خلفيات متعددة ونزعات وأهواء لا يجمعها جامع، ولا يربط بينها رابط إلا المحاولة في النيل منها، لأنهم يعتقدون على اختلاف النحل والعقائد والمذاهب أنهم إذا تمكنوا من زعزعة إيمان المسلمين بالسنة ودورها في التشريع سيتمكنون بعد ذلك من الوصول إلى إسقاط كثير من الأحكام الشرعية، وربما كثير من العقائد كذلك، وهؤلاء في كل الأزمان والأماكن لا يجدون حججا كثيرا أمامهم غير تلك الحجج التي استعملها من قبلهم من الشاكين والمتشككين في السنة فهم كما تمت الإشارة إلى ذلك في حديث سابق على منهج (إنا وجدنا آباءنا على أمة وأنا على آثارهم مقتدون). عقائد ثابتة وإذا كان النيل من العقائد غير ممكن لأنها ثابتة بالكتاب القرآن الكريم، فإنهم يقنعون من هذا الهدف بمجرد التشكيك والبلبلة لدى بعض الناس الذين لا يدركون أن الإيمان والعقائد لا تتم إلا بالدليل القطعي الثبوت والدلالة في نفس الوقت وما كان من قبيل المتشابه فله حكم آخر يتداول في شأنه في موضوعه "علم الكلام أو أصول الدين". منهج متفرد ولقد أوضح العلماء المختصون في الرواية أنهم بالفعل من عناصر القوة والمناعة ضد كل انحراف عن جادة الصواب، وذلك لأنهم بنو علما شامخا لا يعرف له التاريخ مثيلا، فأسلوب هؤلاء الرجال والنساء من أهل العلم بالرواية وكثير منهم من أهل الدراية كذلك أحاطوا السنة بسياج من الدقة والضبط يكاد يشبه في دقته أساليب استخباراتية فهو يكاد يوفر ما توفره البصمات في العصر الحديث من الاطمئنان على كل المعلومات المتوفرة عن الشخص المبحوث والأثر المبحوث كذلك فقد استعملوا من أساليب البحث والوثوقية ما لا يزال مضرب الأمثال لدى العلماء والباحثين. البطاقة الشخصية وكما تم توضيح ذلك في حديث سابق، فالبحث يبدأ عندهم بتوثيق اسم الشخص واسم أبيه وكنيته ولقبه وميلاده تاريخا ومكانا، ووفاته كذلك تاريخا ومكانا، وما يتبع ذلك من ضبط النسب ثم القبيلة والنحلة إذا كانت له نحلة معينة، ويبحثون عن المحيط الذي يعيش فيه ومن هم رفقاؤه وعلاقاته الاجتماعية والإنسانية ويقارنون اسمه بالاسم المشابه ويدققون في كل ذلك تم يطرحون حالته العقلية هل هو حافظ هو ضابط هل يختلط عليه الأمر ومتى يصاب أو أصيب بالخلط وهل أصابه الخرف في آخر العمر و الرواية متى تحملها ومتى أداها وعمن تحملها ويعملون نفس الشيء مع كل واحد من سلسلة الرواية من الدقة والبحث وهذا لم يتم مرة واحدة بل هناك بحث آخر يقوم به من جاء بعد ذلك في نفس السياق والمنهج وتتم المقابلة بين الأبحاث وهل ليس هناك خطأ أو وهم بله التدليس أو التمويه. صادقون وكذابون وهكذا تمكن هؤلاء الرواد أن يبنوا علما شامخا قويا أمام كيد ومكر أهل الزيغ والأهواء والكذب والدس وأصبحت هناك طبقات للمحدثين والرواة معروفون بأسمائهم وأعيانهم وشيوخهم مما لم يترك ولا يترك مجالا لمن يريدون التشكيك أو البلبلة وكما أصبح لديهم مجموعة من التقاه العدول الضابطين الصادقين، كان هناك فئة الوضاعين والكذابين وضعفاء الذاكرة وهكذا دواليك وهذا أمر عظيم قيظ الله فئة من الرجال الذين ينتقلون من بلد إلى بلد في ظروف صعبة ليحققوا خبرا أو يتأكدوا من أمر وحقيقة رجل من رجالات الرواية. المتابعة الدائمة وهذا في الواقع وفر مجموعة مهمة من الحديث والسنة النبوية الموثقة والمضبوطة وهذا كله صيانة للدين وللشريعة أن يدخل فيهما ما ليس منهما وهذا مكن العلماء فيما بعد ذلك أن يتفرعوا للتدقيق والمراجعة وهذا يتم في كل مرحلة من مراحل التاريخ الفكري والعلمي في العالم الإسلامي وإلى الآن. صحيح المنقول وصريح المعقول لقد لجأ البعض ليس إلى الطعن في الرواية ولكن إلى الطعن في المتن لأنه اعتبر أن العلماء لم يدققوا في السنن كما دققوا في المتن، وهذا جعل من براعة بعض الملفقين طريقا لتسرب أشياء ليست من السنة لأنها لا يمكن عقلا أن ترد، وهذا كذلك تصدى له العلماء والمحدثون والفقهاء والأصوليون والميزان في ذلك النقل والعقل فما كان مخالفا لصريح القرآن الواضح البين لا يمكن استساغته فإنهم كذلك يرفضونه لأن النقل والعقل لابد منهما في استخراج النصوص وضبطها ولذلك ألف العلماء في موافقه صحيح المنقول لصريح المعقول ويجب أن نلاحظ هنا أن الأمر يتعلق بصحيح المنقول وصريح المعقول ومعنى ذلك أن كل هراء يتفوه به شخص ما لا يمكن إدراجه في الكلام المعقول ولا كل ما ينسب إلى المنقول يكون قد نقل بطريقة صحيحة. نقد المتن ومع كل هذا وذاك فينبغي الاعتراف أن متن الحديث لم يأخذ من النقد والتمحيص ما يناسب نقد السند وهذا ما جعل بعض الباحثين سيرا على نهج البحث والنقد الحديثين يسلمون بالتثبت من السند ولكنهم غفلوا عن المتن أو المضمون، فالمحدثون إذا استجمع الحديث الشروط المطلوبة قالوا حديث صحيح الإسناد. وأما النقد الداخلي الذي هو نقد المتن فموضوع آخر ولذلك فهم إذا قالوا عن حديث أنه صحيح الإسناد فهو دون قولهم (صحيح) لأنه قد يصح السند ولا يصح المتن، لأن الأمر يتطلب التأكد من صحة المتن كذلك. حق وباطل وهذا كله من أجل صيانة الحديث من وضع الكذابين والمتلاعبون من الناس الذين لا دين ولا خلاق لهم ولم ينكر أحد أبدا من علماء الحديث أن هناك أحاديث كثيرة مكذوبة وموضوعة لخدمة أهداف معينة من طرف أقوام ذوي النزعات والأهواء، بل عملوا بما أوتوا من جهد لتنقية الحديث وتطهيره مما وضعه ودسه فيه أناس لأغراض وأهداف مختلفة. ولا يمكن نكران جهود الناس في التثبت والنهج لصالح الكذب والبهتان. خلط مرفوض ولكن التهجم على السنة ووضعها كلها في سلة واحدة كما يقال فهذا أمر آخر ولا علاقة له بالدفاع عن السنة أو حماية الإسلام من أعدائه، بل الأعداء هم الذين حاولوا في العصر الحديث وبداية من القرن التاسع عشر بالتأكيد أن يزيلوا الحديث من الطريق خدمة لأهداف استعمارية تنصيرية صليبية صهيونية. بداية البلبلة ولذلك فقد رصد المؤرخون والباحثون في هذا الموضوع بالذات أن الانطلاقة أساسا جاءت من الهند عن طريق ميرزا علام أحد القادياني والجكرالوي ومن توفيق صدقي في مصر، وانطلق الأمر بعد ذلك ويدخل في هذا السياق ما كتبه أبو رية في كتابه أضواء على السنة المحمدية. هذا الكتاب الذي خصه مصطفى السباعي بنقد واف في كتابه حول السنة كما كتب في نقده وفضح ما فيه من كذب ومغالطات علماء آخرون ومصطفى السباعي رحمه الله يدخل هذه الحرب على السنة في الحرب الدائرة بين الإسلام وخصومه منذ قديم وفي هذا الصدد يقول في مقدمة كتاب السنة. الطود الشامخ ونحن لا نشك في أن هذه المعارك المتصلة بين الإسلام وخصومه، ستنتهي معركة اليوم منها كما انتهت معارك الأمس، إلى هزيمتهم وكشف مقاصدهم الخبيئة الخبيثة، وبقاء الإسلام كالطود الشامخ ترتد على سفوحه الرمال والأعاصير لأن المعركة بين الإسلام وخصومه، معركة بين الحق والهوى، وبين العلم والجهل، وبين السماحة والحقد، وبين النور والظلمة، ومن سنة الله في الحياة أن ينتصر في هذه المعارك، الحق والعلم والسماحة والنور دائما وأبدا «بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق». فئة وأسف ولا يفوت الدكتور السباعي أن يسجل أسفه على بعض الناس الذين يسرون وراء الأهواء وهو يفعل ذلك في تعبير جميل فيقول: «ومن المؤسف أن يسير وراء أعداء الإسلام في الحاضر، فئة ممن لا نشك في صدق إسلامهم من العلماء والكتاب، ولكنهم منخدعون بمظاهر التحقيق العلمي «الكاذب» الذي يلبسه هؤلاء الأعداء من المستشرقين والمؤرخين والغربيين. عن حقيقة أهدافهم ومقاصدهم، فإذا هم –وهم مسلمون- ينتهون إلى الغاية التي يسمى إليها أولئك-وهم يهود أو مسيحيون أو استعماريون- من إشاعة الشك والريبة في الإسلام وحملته من حيث يدرون أو لا يدرون. لقاء غير مشرف ولكن ما الذي يجعل هؤلاء المسلمين يتبعون الأعداء ذلك ما بشر الله السباعي بقوله: فالتقى أعداء الإسلام وبعض أبنائه على صعيد واحد لا يشرف هؤلاء ولا أولئك، والكاتبين من أعداء الإسلام الغربيين، لا يوقعهم في الفخ الذي نصبه لهم هؤلاء إلا أحد أربعة أمور غالبا: 1 – إما جهلهم بحقائق التراث الإسلامي وعدم اطلاعهم عليه من ينابيعه الصافية. 2 – وإما رغبتهم في الشهرة والتظاهر بالتحرر الفكري من ربقة التقليد كما يدعون. 3 – وإما وقوعهم تحت تأثير «أهواء» و «انحرافات» فكرية، لا يجدون مجالا للتعبير عنها إلا بالتستر وراء أولئك المستشرقين والكاتبين. زوبعة ومصادر وقد اشرنا في هذا الحديث إلى الدور الذي قام به أبو رية في إثارة زوبعة من الشكوك حول السنة بنشره للكتاب المشار إليه سابقا «أضواء على السنة المحمدية). في هذا الجو النفسي الذي ذكرناه، أخرج الأستاذ «أبو رية» -على ما يبدو- كتابه «أضواء على السنة المحمدية»، وقد تصفحت كتابه عند العزم على طبع هذا الكتاب، فرأيت مصادره الأصلية في كل ما خرج به على رأي جمهور المحققين من علماء السلف والخلف، لا تتعدى المصادر التالية: 1 – آراء أئمة الاعتزال التي نقلت عنهم في الكتب. 2 – آراء غلاة الشيعة التي جهروا بها في مؤلفاتهم. 3 – آراء المستشرقين التي بثوها في كتبهم و «ودائرة معارفهم». 4 - «حكايات» تذكر في بعض كتب الأدب التي كان مؤلفوها موضع الشبهة في صدقهم وتحريهم للحقائق. 5 - «أهواء» دفينة للمؤلف ظلت تحيك في صدره سنين طويلة. كذب وتدليس ويكشف السباعي رحمه الله ما قام به أبو رية من تدليس حول أقوال من سبقوه من العلماء فيقول: أما ما ذكره خلال كتابه من نقول عن مصادر محترمة في الأوساط العلمية. إشارات لازمة هذه إشارات في موضوع رواية الحديث ونقده متنا وسندا كانت لابد منها نظرا لبعض الأسئلة والتعاليق التي رأى بعض الناس المتابعين إشارتها، وهذه الإشارات هي مجرد ومضة مستبقاة من أنوار كاشفة وقوية مبعثها جهود علماء الحديث قديما وحديثا دفاعا عن الأصل الثاني من أصول عقائد الإسلام وشريعته. أربعون حديثا في العدل ونعود إلى موضوعنا الأصلي وهو أصلا على الدراسة التقدمية لتحقيق كتاب «أربعون حديثا في العدل» والسؤال لماذا أربعون عن هذا يجيب الباحث: يمكن تصنيف مخطوط «الأربعين حديثا في العدل» إلى مجموعة المختارات الحديثية التي انتشرت عبر قرون طويلة في الإسلام، وقد كان لهذه المختارات حظ من الرواج، جعلها كثيرة ومتشابهة أحيانا في مجمل مواصفات تصنيفها. لا نتحدث هنا فقط عن موضوع التصنيف، وهو الحديث النبوي، بل عن الرقم أربعين، الذي نراه يرافق عدة مختارات من الحديث. تنتشر مصنفات «الأربعين حديثا» في الموضوعات المختلفة، وهي عبارة عن أجزاء صغيرة يحوي كل منها أربعين حديثا في موضوع معين، أو أحيانا في موضوعات عامة، يخرجها المؤلف بأسانيده، أو يؤلفها مجردة عن السند. ومن المصنفات الحديثة التي تحمل الاسم «أربعون» ضمن عناوينها: - «الأربعون النووية» للنووي. - «الأربعون حديثا» لابن تيمية. - «أربعون حديثا في اصطناع المعروف» للمنذري - «الأربعين» للنسوي. - «الأربعون الصغري» للبيهقي (458/1066) - «كتاب الأربعين في الرحمة والراحمين» لابن طولون (953/1546). ويلاحظ اهتمام المصنفين بالعدد «أربعون»، وهو ما يوحي بأن مضمون الكتاب الذي يحمل هذا العنوان إنما يقتصر على إيراد أو شرح أربعين حديثا. ونورد فيما يلي بعض الافتراضات حول جمع أو شرح هذا العدد من الأحاديث في المصنف الواحد. – يظهر في بعض كتب الحديث أحاديث تحض على حفظ أو رواية أو نقل أربعين حديثا عن النبي، لعل من أبرزها: «من حفظ على أمتي أربعين حديثا من السنة حتى يؤديها إليهم كنت له شفيعا وشهيدا يوم القيامة»، وكذلك: «من حمل من أمتي أربعين حديثا لقي الله عز وجل يوم القيامة فقيها عالما.». ويحاول المؤلف المحقق أن يجد دلالة دينية للعدد أربعون فيقول: لقد ورد العدد أربعون في سياقات ذا دلالات روحانية ودينية ففي القرآن الكريم ورد العدد في الآية: «ووعدنا موسى أربعين ليلة» كما يختص العدد أربعون من أحكام الدين بعدة أمور التي ذكرها المحقق وأحال على بعض التحقيقات في هذا الصدد. والمهم أن اختيار الأربعين حديثا صار تقليدا لدى العلماء المسلمين ولاشك أن الأربعين حتى بالنسبة للإنسان تعتبر مرحلة القوة والشموخ والإدراك القوي في العمر حتى إذا بلغ أشده وبلغ الأربعين سنة. ويلاحظ كذلك أن الرسول عليه السلام بعث على رأس الأربعين فعلى أي حال سواء رعي هذا أو ذاك فإن للعلماء في اختيار العدد الأربعين غايات ندركها من خلال استحضار كثير من التأويلات والتخريجات للعدد الأربعين. ولنا عودة للموضوع. أستاذ الفكر الإسلامي