على هامش الزيارة الرسمية التي يقوم بها وزير الخارجية الأمريكي إلى المغرب، أعلنت واشنطن أنها تواصل النظر إلى مخطط الحكم الذاتي المغربية على أنها "جادة وذات مصداقية وكذلك واقعية، وهي مقاربة محتملة لتلبية تطلعات شعب الصحراء". وشددت الخارجية الأمريكية على أن واشنطن تدعم ستافان دي ميستورا، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، في قيادة العملية السياسية بالصحراء تحت رعاية الأممالمتحدة. ويزمع أنطوني بلينكين، وزير الخارجية الأمريكي، السفر إلى الرباط في الفترة من 28 إلى 30 مارس، حيث سيلتقي مع طل من عزيز أخنوش، رئيس الحكومة، وناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج؛ لتبادل وجهات النظر حول القضايا السياسية والإقليمية والتعاون الثنائي. وتعود العلاقة طويلة الأمد بين المغرب والولاياتالمتحدة إلى معاهدة السلام والصداقة في سنة 1787، عندما أصبح المغرب أول دولة تعترف بالولاياتالمتحدة. وأوردت الخارجية الأمريكية أن الشراكة الثنائية والإستراتيجية بين واشنطنوالرباط راسخة في المصالح المشتركة في السلام والأمن وكذلك الازدهار الإقليمي، مرحبة بدور المغرب في تعزيز الاستقرار والازدهار الإقليمي وكذلك التطبيع التاريخي مع إسرائيل. وكشفت الخارجية الأمريكية أنه "في هذا الشهر، نبدأ السنة الأخيرة من اتفاقية مدتها خمس سنوات بقيمة 460 مليون دولار تديرها شركة (Millennium Challenge Corporation) الأمريكية. وتعمل الولاياتالمتحدة والمغرب معا على توسيع فرص التعليم والتوظيف للشباب في جميع أنحاء المملكة، فضلا عن إنتاجية الأراضي وحقوق الأراضي للنساء في المناطق القروية. وأورد المصدر ذاته أن العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وإسرائيل ازدهرت، خلال السنة الماضية، مع إعادة افتتاح مكتب الاتصال الإسرائيلي في الرباط. كما شهدت السنة الماضية أول زيارة منذ تطبيع العلاقات بين كبار المسؤولين الإسرائيليين للمغرب، بمن فيهم وزير الخارجية لبيد، إلى جانب الرحلات التجارية المباشرة بين الداء البيضاء وتل أبيب. وتقر الولاياتالمتحدة بالدور الذي يلعبه المغرب في الحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليمي، فضلا عن مساهمته في السلام والازدهار في الشرق الأوسط. وتشارك الولاياتالمتحدة والمغرب بانتظام في قضايا حقوق الإنسان، بما في ذلك تعزيز حرية التعبير وكذلك تكوين وإصلاح العدالة الجنائية وحقوق المرأة والمساواة بين الجنسين فضلا عن شفافية الحكومة. كما تلتزم الولاياتالمتحدة والمغرب بمواصلة التعاون في القضايا ذات الاهتمام المشترك، مثل السلام والازدهار الإقليمي والأمن الإقليمي. وأعربت الولاياتالمتحدة والمغرب خلال الحوار الإستراتيجي عن عزمهما على مواصلة التعاون الشديد لمكافحة الإرهاب، بما في ذلك ضد تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وتنظيم "داعش". كما تقدر الخارجية الأمريكية المغرب كشريك مستقر في تصدير الأمن؛ لقيادته المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب ودوره المستدام في التحالف الدولي لدحر داعش، بما في ذلك من خلال المشاركة في رئاسة مجموعة التركيز الإفريقية للتحالف واستضافة الاجتماع الوزاري المقبل للتحالف في شهر ماي. وتشمل العلاقات الثنائية تعاونا وثيقا في مجموعة من القضايا، بما في ذلك منطقة الساحل وكذلك ليبيا وأوكرانيا. وتؤكد الولاياتالمتحدة من جديد على "أهمية احترام وحدة أراضي جميع الدول الأعضاء في الأممالمتحدة وكذلك سيادتها ووحدتها الوطنية". كما "ترحب بجهود المغرب لدعم عمل الأممالمتحدة في العملية السياسية في ليبيا واستضافة الحوار الليبي الداخلي. ونحن متحدون في التزامنا الشديد بسيادة ليبيا واستقلالها وكذلك وحدة أراضيها وأولوية تنظيم الانتخابات الوطنية على المدى القريب". وبدأ المسؤولون العسكريون في القيادة الأمريكية الجنوبية والمغرب التخطيط بالفعل لمناورات الأسد الإفريقي، وهي أكبر مناورات عسكرية في إفريقيا وعنصر حاسم للشراكة الأمنية بين الولاياتالمتحدة والمغرب.