نفّذ عدة نشطاء سلفيّين وقفة احتجاجية أمام السفارة المغربية بلندن، للمطالبة بتدخل السلطات المغربية من أجل "إنصاف المعتقلين الإسلاميين بالسجون والتدخل الفوري لإنقاذ حياتهم، بعد دخول العديد منهم في إضرابات مفتوحة عن الطعام، احتجاجا على الاستمرار في اعتقالهم ونهج سياسة الإهمال والتعذيب حيالهم" وفق تعبير المتظاهرين. واعتبرت منظمة "العدالة للمغرب"، التي دعت للوقفة ، أن السّجون المغربية تعيش هذه الآونة الأخيرة "انتفاضة عارمة"، نتيجة ما دعته الإهمال المستمر للجهات المسؤولة لمطالب المعتقلين المشروعة، فيما رفع المحتجون لافتات تحمل شعارات من قبيل "حياة المضربين مسؤولية في رقاب المسؤولين إلى يوم الدين"، و"أين الحق أين القانون أوقفوا نزيف السجون.."، و"تعترفون بالأمم المتحدة ولجانها.. لماذا لا تطبقون قراراتها.. أين تنفيذ قرار إطلاق سراح حاجب والبطار". وذكرت المنظمة الحقوقية، التي تتخذ من لندن مقرا لها، بعض حالات التي تخوض إضراب عن الطعام وتعيش على شفير الموت، على حد تعبيرها، من بينها "معتقلي ملف أطلس أسني" (أزيد من 40 يوما)، ونور الدين نفيعة، الملقب بأبي معاذ وأحد أبرز شيوخ السلفية، وكذا المعتقل الإسلامي هشام الربجة.. من جهته، قال محمد الكربوزي، في اتصال هاتفي مع هسبريس، إن الوقفة تأتي في سياق المطالبة بوَقف الاعتقالات التعسفيّة والتّعذيب في حق المعتقلين الإسلاميّين، مُشيرا إلى أن الجمعية الحقوقية التي يرأسها تشتغل على الملف مع هيئات حقوقية دولية معروفة وبرلمانيّين وسياسيّين أجانب من أجل تدويل الملف وجعله ذا صيت عالمي. "نحن ندق ناقوس الخطر منذ سنوات حتى لا نفاجئ مرة أخرى بالمزيد من الموتى داخل السجون المغربية" يقول الكربوزي الذي شدد على أن سياسة الإهمال التي تواجه به السلطات المغربية مطالب المعتقلين السلفيين يهدد حياتهم "والدليل هو تسجيل 3 وفيات في سنة ونصف مقابل حالة وفاة واحدة من 2002 إلى 2012". وانتقد الكربوزي بشدة مواقف الحكومة، خاصة حزب العدالة والتنمية، حيال ملف المعتقلين السلفيين، مشيرا إلى أن الحزب الإسلامي استغل الملف من أجل حصد أصوات الناخبين المغاربة ، "بعدما فاز برئاسة الحكومة انقلبت موافقه وتخلى عن الملف وصار يدافع عن الظلم"، فيما طالب الناشط السلفي بالإفراج العاجل عن تلك الفئة من المعتقلين "الذين توبعوا بدون أدلة إضافة إلى التوقف عن تعذيبهم وإهمال مطالبهم المشروعة". وعمد العديد من مُعتقلي السلفيّة الجهاديّة، منذ مدة، إلى خوض معركة الأمعاء الخاوية من داخل السّجون، من أجل الضغط على الحكومة ومندوبية السجون للمطالبة بالإفراج عنهم وتنقيلهم من معتقلات الحق العام إلى زنازن خاصّة بمعتقلي السلفية الجهادية، فيما يصف المعتقلون وفاة محمد بن الجيلالي، الشهر الماضي بسبب إضرابه عن الطعام، نقطة سوداء في تاريخ ملفهم، حيث يتهمون المندوبية العامة لإدارة السجون بنهج سياسة الإهمال والتعذيب وغض الطرف عن مطالبهم في الإفراج والتنقيل.. بينما الأخيرة تنفي ذلك وتشهر ملف رعايته الصحية أمام عيون المشيرين تجاهها.