"كورونا" مازال مستمرا، ولا يمكن رفع كل التدابير الاحترازية إلا بعد تسجيل صفر حالة، واللجوء إلى الجرعة الرابعة مستبعد؛ خلاصات قدمتها اللجنة العلمية في تصريحات لهسبريس، مؤكدة أنه على الرغم من لجوء بعض الدول إلى التخفيف من القيود والاستغناء عن جواز التلقيح، وفي الوقت نفسه إقرار الجرعة الرابعة، فإن المغرب سيدبر أزمة الوباء وفق الأرقام المعلن عنها وطنيا وبحسب تطور عدد الإصابات. البروفيسور سعيد عفيف، عضو اللجنة العلمية للقاح ضد "كوفيد-19′′، كشف أن نسبة الملأ في الإنعاش المخصص للمصابين بفيروس كورونا لا تتجاوز 2 بالمئة، كما أن نسبة إيجابية الكشوفات لا تتعدى 2 بالمئة، وهي أرقام ترجمها لجوء السلطات إلى فتح الملاعب في وجه الجماهير، وإقامة الحفلات، والسماح بعقد الاجتماعات، لكنه استدرك بأن "هذه المؤشرات الإيجابية لا تعفينا من التقيد بالتدابير إلى حين انتهاء الوباء". وذكر المتحدث ذاته، في تصريح لهسبريس، أن الحالات تتصاعد في بعض الدول كالصين وكوريا وبعض المناطق في فرنسا، والتالي "لكي نحافظ على حالة الاستقرار التي نعيشها منذ أسابيع، لا بد من مواصلة العمل بالإجراءات الاحترازية". وقدم البروفيسور عفيف أرقاما لم تصل بعد إلى المبتغى المطلوب لتسجيل الارتياح المطلق، مشيرا إلى أن حوالي مليوني مواطن يبلغون من العمر بين 60 و74 سنة لم يتلقوا الجرعة الثالثة من اللقاح، مضيفا أن هذه الفئة تلقت الجرعة الثانية بنسبة 97 في المئة. وفيما يهم المواطنين البالغين من العمر 75 سنة فما فوق وتلقوا جرعتهم الثانية في مارس الماضي بنسبة مئة في المئة، فلم يتجاوز إقبالهم على الثالثة المعززة 50 في المئة. وأشار عفيف إلى أن المغرب يقر إجراءات خاصة به وليس بالضرورة تبعا لما تقوم به الدول الأخرى، موردا في هذا السياق عدم اختيار المملكة تلقيح الأطفال بين 5 و11 سنة كما فعلت عدد من الدول، "لأننا لم نر داعيا إلى ذلك، وتمكنا من مواصلة التدريس بشكل حضوري والاكتفاء بتلقيح الفئات بين 12 و17 سنة". من جانبه، استبعد البروفيسور المصطفى الناجي، عضو اللجنة العلمية لمكافحة "كوفيد-19′′، في تصريح لهسبريس، اللجوء إلى إقرار الجرعة الرابعة، خاصة في ظل تسجيل نسب متدنية فيما يخص عدد المواطنين المطعمين بالجرعة الثالثة. وحذر الناجي من التراخي أو الرفع الكلي للإجراءات الاحترازية، مشددا على ضرورة الالتزام بارتداء الكمامة داخل الأماكن المغلقة والتقدم في حملة التلقيح للحفاظ على الحالة المستقرة، مؤكدا في الآن ذاته أن "المعطيات لا تدعو إلى القلق، في ظل تسجيل 60 حالة في اليوم، إلا أن الحديث عن انتهاء الوباء ورفع الإجراءات لن يكون قبل الإعلان عن تسجيل صفر حالة، كما أنه لا ينبغي الخلط بين نهاية الموجة الثالثة وانتهاء الفيروس". وأشار الناجي أن "ظهور الفيروس مرة أخرى في الصين وبشكل قوي، يطرح علينا ضرورة التقيد بالتدابير تفاديا لأي انتكاسة محتملة قد تعيدنا إلى وضع الإغلاق من جديد". وشدد أعضاء اللجنة العلمية على أهمية الحفاظ على المؤشرات الإيجابية التي تم تسجيلها إلى حدود اليوم من أجل التمكن من فتح المساجد في وجه المواطنين طيلة أيام رمضان لأداء صلاة التراويح، منبهين إلى أن الفيروس هو المتحكم الوحيد في طبيعة الإجراءات التي يتم إقرارها. وكانت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية أكدت اليوم الثلاثاء، على ضرورة الحفاظ على الوضع الوبائي المريح والمتحكم فيه على المستوى الوطني، مقابل وضع وبائي عالمي يتميز بارتفاع أسبوعي لنسبة الحالات لأول مرة منذ خمسة أسابيع.