وجهالملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، رسالة إلى رئيس لجنة الدفاع عن الحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني، عبدو سلام ديالو ، وذلك بمناسبة تخليد اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني ، اليوم الجمعة. وفي ما يلي نص الرسالة: "الحمد لله وحده،والصلاة والسلام على مولانا رسول الله وآله وصحبه.سعادة السيد عبدو سلام ديالو، رئيس لجنة الدفاع عن الحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني،حضرات السيدات والسادة، يطيب لنا أن نتوجه إلى لجنتكم الموقرة بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، منوهين بالجهود الدؤوبة التي تبذلونها للدفاع عن القضية الفلسطينية العادلة، وفي تحسيس الدول الأعضاء في الأممالمتحدة بالأبعاد المختلفة لهذه القضية، وبالدور المنوط بهم من أجل إحلال سلام دائم وعادل، بمنطقة الشرق الأوسط، على أساس الشرعية الدولية. وفي هذا الصدد، أود أن أجدد لكم دعم المملكة المغربية الكامل والدائم لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة والتاريخية، غير القابلة للتصرف، وعلى رأسها حقه في إقامة دولته المستقلة، فوق أراضيه المحررة، وعاصمتها القدس الشرقية، دولة تتعايش جنبا إلى جنب، في سلم وأمن، مع إسرائيل، في إطار الشرعية الدولية، وطبقا لمبادرة السلام العربية، وخارطة الطريق التي وضعتها الرباعية الدولية. بيد أنه برغم الجهود الدولية لإحياء عملية السلام، ومرونة الجانب الفلسطيني والعربي، وتعاطيه الإيجابي مع مختلف المبادرات، فقد ظلت هذه الجهود تصطدم بإصرار الحكومة الإسرائيلية على التمادي في نهج سياسة الاستيطان والتهويد، ومصادرة الأراضي والممتلكات. الأمر الذي يقوض كل المساعي الرامية إلى ايجاد حل نهائي لهذا الصراع، ويحول دون إنجاح المفاوضات المستأنفة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، برعاية أمريكية. وفي هذا الإطار، يشيد المغرب بالجهود الحميدة التي تبذلها الإدارة الأمريكية، والتي أفضت إلى استئناف المفاوضات الفلسطينية- الإسرائيلية، مع وضع سقف زمني محدد لتحقيق نتائج ملموسة، كفيلة بإنعاش الأمل، في تحقيق سلام عادل وشامل، يضمن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني. وبصفتنا رئيسا للجنة القدس، وانطلاقا من التزاماتنا العربية والإسلامية، ما فتئنا ندعو المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته، ومواصلة العمل من أجل تمكين الشعب الفلسطيني من تحقيق تطلعاته المشروعة º مشددين على خطورة تمادي إسرائيل في مخططاتها العدوانية، الرامية إلى تغيير الوضع القانوني والديمغرافي والديني لمدينة القدس الشريف، وطمس هويتها الحضارية. وفي نفس السياق، فإننا نجدد الدعوة للقوى الدولية المؤثرة لحمل إسرائيل على وقف كل انتهاكاتها بالأراضي الفلسطينية المحتلة، وعلى الالتزام بتطبيق مقتضيات الشرعية الدولية، لكي تبقى القدس، كما كانت، رمزا للتعايش والسلام بين الديانات التوحيدية. وتجسيدا لموقفنا الثابت في دعم الحقوق المشروعة الشعب الفلسطيني الشقيق، فإننا نحرص على مواصلة وكالة بيت مال القدس الشريف، لأعمالها في تنفيذ العديد من المشاريع الملموسة، في مختلف الميادين الاجتماعية والتربوية والصحية وفي مجالات السكن، وذلك من أجل مساعدة إخواننا المقدسيين على الصمود في مواجهة كل محاولات التشويه وطمس المعالم الدينية والثقافية والحضارية الإسلامية للمدينة المقدسة. ونغتنم هذه المناسبة السانحة للتعبير عن دعمنا الثابت والمتواصل لمطالب السلطة الوطنية الفلسطينية، بقيادة أخينا فخامة الرئيس محمود عباس، ودعوة كل الأشقاء الفلسطينيين إلى العمل، يدا في يد، من أجل الحفاظ على الوحدة الوطنية، بما يكفل قيام دولة فلسطينية كاملة السيادة والاستقلال. وختاما، فإننا نؤكد أن حل الدولتين يظل هو الحل الشامل والعادل والدائم، الذي يتسم بالواقعية والقابلية للتنفيذ، دولتين تعيشان جنبا إلى جنب في سلم وأمان واستقرار. والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته".