اختتمت أشغال الندوة الفكرية التي نظمتها جمعية الجهوية المتقدمة والحكم الذاتي بالداخلة، وذلك بتنسيق مع ولاية جهة وادي الذهب الكويرة ومنتخبي وفعاليات المجتمع المدني والنقابات بالدعوة إلى تأسيس مركز للتكوين في مجال الدبلوماسية الموزاية. وأكد عبد الفتاح الفاتحي الباحث في قضية الصحراء بأن القضية الوطنية اليوم في حاجة إلى خطة أزمة لوقف تداعيات الضغوط الحقوقية على الموقف التفاوضي المغربي من نزاع الصحراء، في أفق التواضع على استراتيجية للعمل الدبلوماسي بين الدبلوماسية الرسمية ونظيرتها الموازية أساسها توحيد الأهداف وضبط الأولويات. وأضاف الخبير بأن حاجة اليوم إلى دبلوماسية مهنية واحترافية، مقترحا تفعيل برامج تكوينية في مجال الدبلوماسية الموزاية لفائدة البرلمانيين وفاعلين مدنيين ونقابيين وإعلاميين ومثقفين ... وقال المتحدث في مداخلة بعنوان "الدبلوماسية الموازية والدفاع عن الوحدة الترابية .. مقاربة عملية" بأن التجربة أبانت أن عددا ممن ممثلي المغرب في المنتديات الدولية أساؤوا إلى الموقف التفاوضي للمغرب وصورته، خاصة أن المرشحين للمشاركة في هذه اللقاء لم يرشحوا بناء على معايير محددة وإنما يقترحون اعتباطا للدفاع عن قضية الوحدة الترابية مما يجعل حضورهم يأتي بنتائج عكسية كما وقع في مهرجان السنيغال وفي تونس. وخلص إلى التأكيد على ضرورة إعداد رؤية استراتيجية للعمل الدبلوماسي الموازي قائمة على مقاربة تشاركية بين كل مكونات المجتمع من سلطات ومجتمع مدني وأحزاب للتصدي لخصوم وحدة المغرب الترابية والدفاع عن القضية الوطنية. ومن جهته أكد هشام بركة الباحث في قضايا الهجرة بمنطقة الساحل والصحراء في مداخلته "الهجرة والاتجار في البشر عبر الساحل والصحراء" أن المغرب يمتلك أوراق دالة على عدالته الوطنية وإرهاب قيادات البوليساريو، منها ارتباطاتها بالإرهابية بحسب العديد من التقارير واتجارها بالمخدرات وبالبشر وعملها في التهجير القسري وغيرها من الانتهاكات الحقوقية مما يجعل قيادات البوليساريو آخر من له الحق للتكلم عن مبادئ حقوق الإنسان. كما أجمع المشاركون في ندوة أهمية تفعيل دور المجتمع المدني، والدبلوماسية الموازية في خدمة الوحدة الترابية للمملكة إلى مواجهة خصوم الوحدة الترابية بمبررات واقعية قوامتها التكوين والتخطيط ورصد تحركاتهم في المنتديات الدولية. الندوة التي نظمت بمناسبة تخليد ذكرى المسيرة الخضراء وذكرى عيد الاستقلال تحت شعار "القضية الوطنية ثقافة ووجدان شعب شددت على تعبئة جمعيات المجتمع المدني بجهة وادي الدهب الكويرة على محاصرة الخصوم في المحافل الدولية، وفي هذا الصدد أبرز أحمد الصلاي رئيس الجمعية، وأحمد نافع عائد من مخيمات تندوف بأن الحضور البارز للمجتمع المدني وما له من دور متنامي توعوي وتحسيسي وتأطيري في عدد من القضايا والمجالات الهادفة يبقى مرجعا لتحصين القضية الوطنية التي هي وجدان للصحراويين بالجهة. وتم خلال هذه الندوة الفكرية إلقاء مداخلتين من طرف الكاتب العام للمجلس العلمي المحلي محمد الدرقاوي في موضوع "البيعة الشرعية أساس الوحدة الترابية"، وعبد الله بوحجر مدير المركز الجهوي للاستثمار بجهة وادي الذهب لكويرة في موضوع "مؤهلات الاستثمار" بالجهة.