لماذا تثير الجرعة الثالثة كل هذا اللغط؟ العديدون تلقوا الجرعتين الأولى والثانية، والأرقام تتحدث عن نفسها، لكنهم يرفضون تلقي جرعة ثالثة، لماذا؟ لم أستطع حصر هذه المبررات لأنها ليس مبنية على دراسة علمية، ولكن على انطباعات وتصورات، وحكايات...ولأنها لا تصدر عن مختصين...فإن الباب يصبح مفتوحا للجميع للإدلاء برأيه في الموضوع، بالرغم من كون القول والفصل فيه لا يمكن أن يصدر إلا عن مختصين على درجة كبيرة من التأهيل العلمي والمواكبة البحثية...لكن ما هو البديل للجرعة الثالثة، لمواجهة ما يلي: – الحفاظ على المكتسبات الصحية والطبية المحققة، والانخراط الاجتماعي والتجاوب الشعبي الكبيرين مع حملة التلقيح الوطني؛ – تثمين مجهود الدولة الكبير، والرعاية السامية التي حظي بها هذا الموضوع، والتي جعلت بلادنا محط تقدير الجميع في تدبير الجائحة وتوفير اللقاح؛ – فتح الأجواء الجوية، بما يفرضه ذلك من حركة للذهاب والإياب، ومن استقبال السياح واستعادة بلادنا لموقعها ومكانتها في خريطة السياحة وسوق السياحة الدولية؛ – استعادة المقاولة المغربية لنشاطها، واستعادتها لانتاجيتها، في جو سليم صحي يشتغل فيه الجميع باطمئنان على صحته؛ – الاستعداد الجيد لمواعيد اجتماعية كشهر رمضان الفضيل، وموسم الصيف، واستعادة المغاربة للحميمية الاجتماعية في تجمعاتهم ومناسباتهم العائلية؛ – استرجاع الفضاءات العمومية والمرافق الرياضة لدفء الجماهيرية، فالمكتبات والمسارح والملاعب تبدو فاقدة "لملح" الفرجة، ولحماس الجماهير العريضة؛ – الاطمئنان إلى فلذات أكبادنا في فضاءات التحصيل المدرسي والجامعي، وإغلاق قوس الشك الذي عشنا خلاله لسنتين متتاليتين؛ فإذا كان رافضو الجرعة الثالثة يتوفرون على مخطط للعودة إلى ما سبق دون لقاح فليكن، وليطرحوه لمناقشته، أما أن يرفعوا شعار "لا" دون أي مبرر علمي ودون بديل مقنع، فإن ذلك يعني شعبوية، ورافضة غير مبررة، وتأخيرا لعودة الحياة العادية التي اشتقنا لكل تفاصيلها...إن الانتهاء من قوس كورونا يمر اليوم لدى الجميع عبر أخذ جرعة ثالثة، ومن منطلق التضامن، والمناعة الجماعية، على البعض ان يتخلى عن "أنانية" مفرطة وعن سردية المؤامرة التي لا توجد إلا في مخيلته... (*) نائبة برلمانية