في تلميح للجزائر، قال الملك محمد السادس إن "نجاح الشراكة العربية الإفريقية رهين بالالتزام التام بمبادئ ميثاق الأممالمتحدة والأعراف الدولية، التي تحكم العلاقات بين الدول، والمبنية أساسا على احترام سيادة الدول ووحدتها الوطنية والترابية". وأبدى الملك، في خطابه الذي تلاه رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران اليوم في الكويت بمناسبة القمة العربية الإفريقية الثالثة، "حرص المغرب على إنجاح دينامية التعاون والتبادل التي أطلقتها هذه القمة، للرقي بنتائجها إلى مستوى طموحات وآمال شعوبنا". وشدد الملك، الذي يتواجد حاليا بالولايات المتحدةالأمريكية في إطار زيارة عمل، على ضرورة "تجاوز كافة الخلافات والمعوقات الظرفية، وإشاعة جو من التلاحم والتكامل" من أجل "تحسين ظروف العيش لشعوبنا وتحسيسها بجدوى انتمائها لمحيطها العربي الإفريقي، في تحقيق التنمية والعيش الكريم". ولفتت الرسالة الملكية إلى أن البلدان، من المحيط الأطلسي إلى المحيط الهندي، ومن البحر المتوسط إلى خليج غينيا ومنطقة إفريقيا الوسطى، باتت مهددة من فقدان حدودها للمناعة ضد الاضطرابات السياسية والتحديات الأمنية، فضلا عن تداعيات التقلبات المناخية". وذكر الملك بأن "منطقة الساحل والصحراء أضحت مرتعا خصبا للجماعات الإرهابية والمتطرفة، مما يستوجب تضافر الجهود من أجل تحصينها، والعمل على جعلها فضاء للسلم والازدهار"، يؤكد العاهل الذي زاد بأنه يتعين توفير الظروف الملائمة لإقامة سلام شامل بالمنطقة، وضمان الأمن والاستقرار لساكنتها والنهوض بالتنمية البشرية والمستدامة". ولم يفت الملك، عبر رسالته إلى القمة العربية الإفريقية بالكويت، عن أسفه من "حالة الجمود المؤسساتي التي يمر بها اتحاد المغرب العربي، الذي لم يتمكن حتى اليوم، يردف العاهل المغربي، من لعب الدور المنوط به سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، رغم كونه يحاذي منطقة الساحل والصحراء، ويواجه نفس المخاطر والتحديات".