أسس النجم الفكاهي المغربي المقيم في فرنسا، جمال دبوز، قبل ثلاث سنوات فرقة مسرحية على شكل ناد لاستقبال المواهب الجديدة، تحت شعار «كوميدي كلوب» أي «نادي الفكاهة». وتكلل المشروع بالنجاح، إذ هناك أكثر من فنان وفنانة بدأوا في إطار النادي، وصاروا من المشاهير في المسرح وحتى في السينما، وعلى رأسهم الفكاهي نجم والممثلة رشيدة خليل، علماً أن النادي يشجع أولاً وبأسلوب خاص، الفنانين العرب الشبان من أبناء المغرب العربي المقيمين في فرنسا. "" واتخذ النادي مقراً لنشاطاته «نادي السينما» السابق في باريس والذي انتقل إلى مكان أكبر. والنادي عبارة عن قاعة مسرحية وسينمائية واسعة اقتنتها عقب مغادرة نادي السينما لها، شركة سينمائية حولتها داراً لعرض الأفلام التركية والإسرائيلية، ولكن المشروع فشل تجارياً وسرعان ما استغل دبوز الفرصة واقتنى المكان باسم فرقة نادي «كوميدي كلوب». والذي يحدث هو تقديم الفرقة أعمالاً مسرحية فكاهية مرتين في الأسبوع، يحضرها الجمهور لقاء مبلغ زهيد، الأمر الذي يسمح لدبوز باكتشاف الكثير من المواهب العربية الجديدة، إضافة إلى استضافة أحد كبارالنجوم في كل مرة، لإحياء السهرة بوصلة ترفيهية تجذب الجمهور، وهو شيء يفيد الفنانين الناشئين. ويتباهى دبوز كثيراً بكونه قد نجح في جذب نجم الغناء الأميركي العالمي ستيفي وندر وتقديم فقرة غنائية خلال الشهر الجاري. صحيح أن دبوز أصبح عالمياً، خصوصاً منذ ظهوره في فيلم «محليون» للمخرج رشيد بوشارب وحصوله على جائزة أفضل ممثل أسوة بزملائه سامي بوعجيلة ورشدي زم وسامي ناصري، وذلك في مهرجان «كان» السينمائي 2007. إضافة الى تمتعه بعلاقات قوية مع عدد من كبار أسماء السينما والمسرح والاستعراض في العالم. أحدث مثال على شعبية دبوز ما حدث في شهر أيلول (سبتمبر) الماضي، حينما قدم الفنان المغني الزنجي كيزيا جونز عرضاً في إحدى محطات «المترو» الباريسي (تحت الأرض)، واحتشد الجمهور لرؤيته وسماعه، إلى أن وصل جمال دبوز بصحبة زوجته الحديثة العهد مقدمة البرامج التلفزيونية الفرنسية ميليسا توريو، فاستدار الجمهور و«حاصر» دبوز ونسي جونز إلى درجة أن الشرطة اضطرت إلى التدخل من أجل تأمين سلامة النجم العربي وقرينته الحامل، بينما استمر المغني جونز في وصلته وكأنه يغني لنفسه. ويتوقع أن تزداد شهرة دبوز خلال فترة وجيزة، وذلك بفضل مشاركته في فيلم «حدثني عن المطر» للمخرجة والممثلة أنياس جاوي، وفيه يؤدي الممثل المغربي دبوز ببراعة فائقة دور صحافي يضطر إلى العمل في فندق من أجل أن يكسب لقمته، إلى أن يعثر على فرصة إجراء تحقيق عن إمرأة تنوي الترشح للانتخابات المحلية في دائرتها، فيعتقد أن ساعة المجد قد حانت، ولكن الظروف تقرر عكس ذلك. ويدهش دبوز الجمهور في هذا العمل لما يقدمه من قدرة على تحمل المواقف الدرامية وتحويلها في غمضة عين إلى فكاهية بحتة، مانعاً الفيلم من السقوط في بحر المأساة وطاغياً بالتالي على جميع الشخصيات الأخرى المحيطة به. آخر أخبار دبوز المشكلة القائمة بينه وبين السينمائي الفرنسي جان بيار جونيه، بعدما أسند إليه دور البطولة في فيلمه الاجتماعي الجديد، لكن جمال انسحب من المشروع وكسر العقد، بحسب جونيه، لأسباب غير مقنعة، وذلك خلال فترة قصيرة قبل البدء في التصوير، الأمر الذي سبب مشكلة للمخرج وللشركة المنتجة، إلى أن قرر جونيه عرض الدور على النجم الفكاهي داني بون، مخرج وبطل فيلم «مرحباً بكم عن قوم الشتيه» الذي جذب إلى شباك التذاكر في فرنسا وحدها عشرين مليون متفرج محطماً كل الأرقام القياسية، حتى الرقم الذي حققه في حينه الفيلم الأميركي الضخم «تايتانيك». وقال جونيه إنه لم يخسر أي شيء حينما خسر مشاركة دبوز في فيلمه الجديد، أما دبوز فلا يزال صامتاً.