انتفضت هيئات حقوقية تشتغل في ملف معتقلي "السلفية الجهادية" إثر تلقيها خبر وفاة السجين الإسلامي الستّيني محمد بن الجيلالي، أوّل أمس الثلاثاء بمستشفى محمد الخامس بمكناس، إثر تدهور حالته الصحية بسبب دخوله في إضراب مفتوح عن الطعام، وهو ما يحيل إلى فصل جديد من فصول التوتر بين المعتقلين السلفيّين والهيئات المساندة لهم من جهة وبين الجهات الرسمية من جهة أخرى. اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين، قالت في بلاغ لها، إن المعتقل الإسلامي قيد حياته محمد بن الجيلالي، كان يعاني إهمال إدارة السجون طيلة مدة سجنه، ومنذ اعتقاله قبل 10 سنوات، مضيفة أن الإهمال الطبي "الشنيع" أدى إلى إصابته بشلل نصفي عام 2007، "جعله حبيس الكرسي المتحرك لا يستطيع أن يحرك أي جزء في جسده لدرجة أنه أصبح يقضي حاجته في ملابسه"، وهو "الإهمال" الذي استمر حتى فارق حياته أمس الثلاثاء. بدورهم، المعتقلون الإسلاميون بسجن سلا2، حيث سبق له قضاء فترة من مدة محكوميته، أذاعوا بيانا اعتبروا فيه وفاة محمد بن الجيلالي، نقطة سوداء تنضاف إلى ما وصفوه "سجل جرائم الدولة في حق الإنسانية"، واصفين إياه بالشهيد، فيما وجهوا رسالة تعزية إلى عائلته، بقولهم "نتقدم نحن المعتقلين الإسلاميون بسلا 2 إلى عائلة الفقيد الشهيد بإذن الله محمد بن الجيلالي بأحر التعازي"، و"نحسبه لقي الله على العهد ونحن ماضون بإذن الله من بعده". من جهتها، قالت منظمة العدالة للمغرب، التي يرأسها الناشط السلفي محمد الكربوزي من لندن، إن بن الجيلالي تعرض قبل وفاته إلى "التعذيب والإهمال الصحي والتهاون بحياة الإنسان، والترحيلات الجائرة التعسفية"، مشيرة إلى أن اسم بن الجيلالي ينضاف إلى "لائحة شهداء هذا الملف"، التي كان آخرها، وفقا للمنظمة، "الشيخ الجزائري أحمد بن ميلود الذي مات في ظروف مماثلة بعد إضراب عن الطعام بسجن سلا 2". ووصفت فتيحة حسني، الملقبة بأم آدم المجاطي، المسؤولة السابقة عن تنسيقية الحقيقة للدفاع عن معتقلي الرأي والعقيدة، بن الجيلالي بالشيخ المقعد، الذي تعرض "للظلم والتعذيب والإهمال الطبي والترحيلات"، "وهو يرنو إلى التفاتة انسانية في عيد من الأعياد الدينية أو المناسبات الوطنية بسبب وضعه الصحي الكارثي"، وذلك في رسالة حملت عنوان "وأخيرا.. عفا الملك (الله) عن الشيخ المقعد بن الجيلالي". وأضافت الناشطة السفية أن "الشيخ المقعد" ترجل على "صهوة كرسيه المتحرك" ولسان حاله يقول للمعتقلين الإسلاميين "ليس لكم إلا الله ثم أمعاؤكم لتشنقوا بها أنفسكم لتتخلصوا من جحيم زنازينكم بعد ظلم و خذلان بني جلدتكم". ووفقا للمعطيات التي توصلت بها هسبريس، فالمسمى قيد حياته محمد بن الجيلالي (62 سنة)، اعتقل مباشرة بعد أحداث 16 ماي 2003، تحت طائلة قانون مكافحة الإرهاب، وتمّ الحكم عليه ب20 سنة سجناً، قبل أن يصيب بشلل نصفي سنة 2007، حيث كان يعاني قبل ذلك أمراض السكري وضغط الدم والكوليسترول وكان يعالج بفرنسا بشكل دوري وجيد على يد أخصائي. وتوفي بن الجيلالي بعد نقله للمستشفى في حالة صعبة إثر دخوله في غيبوبة منذ 5 أيام جراء الإضراب المفتوح عن الطعام الذي خاضه منذ 14 أكتوبر المنصرم، احتجاجا على ترحيله من سجن بوركايز بفاس إلى سجن تولال 2 بمكناس، ووضعه في زنزانة صغيرة مكتظة بمعتقلي الحق العام، وفقا لمصادر حقوقية، التي أكدت مطلب بن الجيلالي في نقله لزنزانة خاصة والاعتناء بوضعه الصحي المتدهور. كما تشير زوجة الجيلالي، إلى أنها توجهت أول أمس لسجن تولال 2 لزيارة زوجها، لكنها فوجئت بعدم تواجده بالسجن، ليتمّ إخبارها أنه بالمستشفى منذ 5 أيام، وتصدم بعدها بمنع الأطباء لها لرؤية زوجها، لكونه دخل في غيبوبة، وتفجع صبيحة اليوم الموالي بنبأ وفاته.