كثيرة هي الأمور التي تقطع لسان قلمي ، وتستوقفني عن الخوض في بعض القضايا ، وبإلحاح شديد من الذين لا يسعني مخالفتهم في غير معصية الله. لولا العهد الذي أخذته على نفسي بالجرأة والصراحة ، والذب عن الجنس الأسود المظلوم ؛ بكل ما أتيت من قوة علمية وأدبية وثقافية حتى النخاع ، وهذا ما جعلني أسجل هذه الحروف عن المشكلة الكرائية التي تعانيها الأجانب بالرباط . وقبل أن تقول : لم تخرج تحت المطر بلا مظلة ، وتبني للحية قبة ، وتخوض في الخضم وأنت غير سبوح ، هلا ابتعدت عن الأشياء الصغرى ، لتنكب على القضايا الكبرى ، - رغم تداخلهما أحيانا كما هو الحال في هذه المقالة . إن قضية عقد الكراء – بلا ريب - من القضايا الأساسية الهامة ، فبدونه يتعذر الحصول على بطاقة الإقامة ، وكل أجنبي مقيم بالمملكة بدون إذن الإقامة يعتبر مخالفا للقانون ، وهذا يفقده الكثير من الحقوق . إن عقد الكراء وسيلة لازمة للحصول على بطاقة الإقامة – وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب - . لقد صار البحث عن عقد الكراء بالرباط كالبحث عن الماء في الصحراء !! فلم يعد جل أرباب الشقة يقدمونه للمكترين ،- وخاصة في الأحياء الشعبية - خوفا من الضريبة السنوية ، وهذا ما جعل الطلاب ينتقلون إلى مدن أخرى – سلا ومحمدية - لسهولة الحصول عليه هنالك ، وقد يبقى بعض الطلاب عدة شهور دون أن يجددوا بطاقتهم ، لعدم وجود عقد الكراء الذي لا يمكن التجديد بدونه . وعليه ، نلتمس من كل من يهمه الأمر إيجاد حل مناسب لهذه الأزمة الكرائية ، ونرجو من ولاية الأمن إمعان النظر في هذه المعضلة ، وأن يتفضلوا بقبول وثيقة (فاكتورا ) بدلا عنه. الشهير : بضيف الله الغيني [email protected]