لم يقدم الملك محمد السادس التهنئة، كعادته خلال سنوات سابقة، للرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة، بمناسبة احتفال بلاده بالذكرى ال59 لاندلاع ثورة الفاتح نونبر 1954، والتي احتفل بها الجزائريون أمس الجمعة، وذلك في خضم فتور شديد تشهده حاليا العلاقات الدبلوماسية والثنائية بين الرباط والجزائر. وامتنع الملك من إرسال برقية التهنئة إلى الرئيس الجزائري بالمناسبة الوطنية التي تخلدها بلاده، بخلاف رؤساء وملوك دول بادروا إلى تهنئة بوتفليقة، الذي لا زال مقعدا من المرض الذي لازمه فترة طويلة، حيث تمنوا له الصحة والعافية، والحرص على علاقات التعاون الثنائي، وغيرها من العبارات البروتوكولية التي تتضمنها التهاني الرسمية بين قادة البلدان في العالم. وكان الملك محمد السادس قد هنأ الرئيس الجزائري، بمناسبة نفس الذكرى خلال السنة المنصرمة، حيث تمنى حينها لبوتفليقة "موفور الصحة والسعادة، وللشعب الجزائري باطراد التقدم والازدهار"، كما استحضر "ما طبع فترة الكفاح المشترك من أجل الحرية والاستقلال، من تضامن تلقائي وتجاوب صادق، ودعم موصول ولا مشروط من لدن المغرب للجزائر الشقيقة" وفق تعبير البرقية الملكية. وبدا منطقيا أن لا يبادر العاهل المغربي إلى تهنئة الرئيس الجزائري، خاصة في خضم التصعيد الأخير الذي عرف ذروته بخطاب بوتفليقة في مؤتمر أبوجا النيجيرية، والذي ضمّنه بدعوته الأممالمتحدة إلى إقرار آليات لمراقبة حقوق الإنسان بالصحراء، فضلا عن الحملة التي شنتها وسائل إعلام جزائرية بلغت حد ادعاء مرض حرج للملك، وطرح تساؤلات عن خلافته، وهي الوقائع التي جعلت الرباط تبادر إلى سحب سفيرها بالجزائر من أجل التشاور.