قدْ لا يُصدّق البعض أنّ أجورَ مُسيّري الوكالات البريدية في العالم القرويّ لا تتجاوز ما بين 352 درهما، و 575 درهما في الشهر، لكنّ حَواليْ 60 من مسيّري الوكالات البريدية، المعتصمين أمام المقر المركزيّ لبريد المغرب بالرباط منذ ما قبْل عيد الأضحى الماضي، يؤكّدون ذلك. مسيّرو وكالات البريد المعنيّون، والذين خاضوا، يوم الجمعة الماضي، إضرابا عن الطعام لمدّة 24 ساعة، حمَلوا أمتعتهم واتّخذوا من أمام مقرّ بريد المغرب مُعتصما مفتوحا، يقولون إنّهم لن يفضّوه إلا بعد أن تستجيب الإدارة المركزية لمطالبهم الأساسية. ويُحمّل البريديون المعتصمون الإدارة المركزية مسؤولية التراجع عن الاتفاقيات التي تمّ إبرامها معهم، خلال اليوم الدراسي المُنعقد خلال السنة الماضية بمدينة مراكش، والمتعلقة بتسوية الوضعية القانونية والاجتماعية للمسيّرين البريديين. وقال أيوب أحمد، المنسّق الوطني لمسيّري الوكالات البريدية، في تصريح لهسبريس، إنّ الإدارة المركزية لبريد المغرب "لم تُفعّل ولو بُندا واحدا من الاتفاقيات التي تمخّض عنها اللقاء الدراسي بمدينة مراكش، وتهمّ على الخصوص الرفع من قيمة الرواتب الشهرية لتصل إلى مستوى الحدّ الأدنى للأجور الذي تنصّ عليه مدوّنة الشغل، وتوفير التغطية الاجتماعية والصحيّة لهم". وأضاف أنّ مسيّري الوكالات البريدية، الذين يوجد من بينهم من قضّى في منصبه ما بين 15 و 20 عاما، يقومون بجميع الخدمات التي يقّدمها بريد المغرب، دون أن يستفيدوا من التعويضات عن المهامّ الإضافية، التي حجبتها الإدارة، على حدّ تعبيره، منذ أربعة شهور، ودون أن يستفيدوا من التغطية الاجتماعية والصحّية، واصفا الظروف التي يشتغل فيها المسيّرون ب"القاهرة وغير القانونية". في هذا السياق قال أحد المسيّرين البريديين إنّه يشتغل مسيّرا لوكالة بريدية منذ 13 عاما، بأجر شهريٍّ لا يتعدّى 352 درهما، دون الاستفادة من التغطية الاجتماعية أو الصحّية، أو أي تعويض آخر، مضيفا أنّه رفض التوقيع على عَقد عمل تقدّمت به الإدارة، لكونه ينصّ على ألاّ حقّ له في الوظيفة العمومية، "وهذا معناه أنّ العَقد يضرب كل حقوقي من تقاعد وتغطية اجتماعية وصحيّة، لذلك لم أوقّع عليه"؛ يقول المتحدّث. من جهة أخرى، يشتكي المعتصمون أمام مقر بريد المغرب من حرمانهم من اجتياز مباريات سعادة البريد، بعد رفع الإدارة المستوى الدراسيّ المطلوب لاجتياز المباريات إلى مستوى البكالوريا، وهو ما أفضى إلى حرمان ذوي المستوى الأول والثاني وثانوي من اجتياز المباريات. وناشد المنسّق الوطني لمسيّري الوكالات البريدية المعتصمين، الذين خاضوا، صباح اليوم وقفة احتجاجية، ردّدوا خلالها شعارات من قبيل "واك واك على شوهة التنمية البشرية بْعشرالاف كشهرية"، و "ما حشمتيش يا مدير عشرالاف فالصالير"، (ناشد) مسؤولي بريد المغرب بالاستجابة لمطالب المسيّرين البريديين، مضيفا أنّ الاضراب عن الطعام الذي خاضوه يوم الجمعة الماضي، سيعقبه إضراب آخر عن الطعام، غدا الثلاثاء، لمدّة 48 ساعة، وقد يمتدّ إلى 72 ساعة، مُحمّلا الإدارة، "التي تواجه مطالبنا بالآذان الصمّاء" على حدّ تعبيره، تَبِعات ذلك.