قال الملك محمد السادس إن اللحظة الراهنة، بتطلعاتها الواعدة ومصاعبها الموضوعية، مناسبة مواتية، وبالغة الأهمية، ليأخذ بناء مغرب الغد الوتيرة العالية للإصلاح والنمو، متى عملت القوى الحية للأمة على الاستثمار الأمثل للفرص المتاحة. ودعا الملك محمد السادس في الخطاب الذي ألقاه أمس الجمعة بمناسبة افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الثانية من الولاية التشريعية الثامنة "معشر البرلمانيين" إلى "عدم الاكتفاء بالقضايا الداخلية. وبالأخص، عدم الانغلاق على الانشغالات الانتخابية، على أهميتها...." وإلى إلى مضاعفة الجهود، لتعزيز حضور المغرب في مختلف المحافل الجهوية والدولية..." "" وطلب الملك محمد السدس من الجميع أن يشمر على ساعد الجد، أون يتحمل مسؤوليته، ويتحلى بالمواطنة الملتزمة حتى لا يخلف المغرب موعده مع التاريخ . وفي نفس الخطاب أعلن الملك محمد السادس بالخصوص عن إجراء انتخابات المجالس المحلية، البلدية والقروية، في 12 يونيو 2009 ، كما حث الحكومة على اتخاذ التدابير اللازمة، قصد تخفيض السن القانوني للترشيح الانتخابي للجماعات المحلية، من 23 إلى 21 سنة ، وإيجاد الآليات الناجعة لتشجيع حضور ملائم وأوسع للمرأة في المجالس الجماعية ترشيحا وانتخابا . واعتبر الملك محمد السادس أن التحدي الانتخابي الفعلي، يتمثل في كسب رهان التنافسية الحقة القائمة على تعددية نوعية تنصب حول مخططات تنموية مضبوطة، وليس مجرد تعددية شكلية، مقتصرة على تضخم أعداد المرشحين، والألوان والرموز، بدون أي تمايز نوعي في الاختيارات والبرامج.
كما شدد الملك على ضرورة تقوية العمل السياسي القائم على المشاركة المسؤولة للأحزاب الجادة في حسن تدبير الشأن العام على أساس نتائج الاقتراع، موضحا أن ذلك يتطلب توسيع الانخراط الملتزم لكافة الفئات الاجتماعية، وفي طليعتها الشباب، ليسهم بطاقاته وطموحاته البناءة، ليس فقط في الاختيار الواعي لممثليه، بل أيضا في تحمل مسؤولية تدبير الشأن العام المحلي; باعتباره الأساس المتين للحكامة الجيدة.
وأعلن الملك محمد السادس كذلك عن عزمه على تنصيب المجلس الاقتصادي والاجتماعي في أقرب الآجال، داعيا في هذا الصدد الحكومة إلى التعجيل بإعداد مشروع قانونه التنظيمي، وإيداعه بالبرلمان، قبل متم دورته الحالية.
ومباشرة بعد نهاية خطابه ، أشرف الملك محمد السادس على تدشين المقر الجديد والفاره لمجلس المستشارين الذي شيد على مساحة 13 ألف مترا مربعا وفق طراز معماري رفيع.