يَنبغي أن نتفاءل اليوم كثيرا، فالحُكومة خرجت قبل عيد الأضحى بأيام قليلة، وتركت للمواطنين فسحة من "الزمن السياسي" لشراء خروف العيد. ينبغي أن نفرح أيضا، ونحن نطالع "اللوك" الجديد، الذي ترفل فيه الحكومة الجديدة، التي حجزت مقاعد في مجلسها لوزيرات جديدات منهن "شقراوات" تُشبهن قليلا زميلاتهن في الحكومات الأوروبية. بكل تأكيد، سيتحقق التنوع في التشكيلة الجديدة، التي عززت العُنْصر النسوي (لدينا أيضا، امحند العنصر، بفتح العين)، من خلال تحقيق الانسجام بين أعضاء الحكومة من خلال عملية "التأنيث"، التي ستخلق المزيد من الحماس لدى الحكومة الجديدة، سيما أن فالوزيرات الجديدات، تكمن في دواخلهن "طاقة" كبيرة، ولديهن رغبة كبيرة في العمل (الحكومي طبعا)، كما عبرت عن ذلك، وزيرة جديدة، لا أتذكر اسمها، عندما صرحت للصحافة قائلة : "لهلا يحاشمنا". فعلا سيدتي، "لهلا يحاشمنا"، لأن المطلوب الآن هو العمل بالمذكر والمؤنث، إذ لا يكفي أن تكون لدينا وزيرات في الحكومة لكي نقول للناس، بأن بلادنا حققت إنجازا مهما ؟ اللهم إلا إذا كان تعيين وزيرات إلى جانب الوزراء، أصبح إنجازا لوحده، ويستحق أن تطلق بمناسبته النساء المغربيات، زغرودة طويلة، بعدما ارتفع عدد بنات جنسهن في الطبعة الثانية لحكومة سي عبد الإله ابن كيران. مهما كانت الأجوبة عن هذه الأسئلة المتشابكة، سنفتح منذ اليوم أعيننا على حكومة جديدة، لم تعد تضم وزيرة وحيدة، هي وزيرة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية بسيمة الحقاوي، بل ركبت إلى جانبها السفينة نساء أخريات. ولقد تابعنا قبل سنة ونصف، كيف بدأت تتكون حركات احتجاجية داخل البرلمان وخارجه، تتوعد رئيس الحكومة، عبد الإله ابن كيران، الذي خذله في النسخة الأولى للحكومة، حلفاؤه (الشلاغمية) الذين لم يرشحوا أي سيدة أوآنسة من أحزابهم لتحمل حقيبة في الحكومة الجديدة، ربما اعتقادا أن للنساء حقائبهن اليدوية التي يضعن فيها أسرارهن، ولاحاجة لهن بحقيبة إضافية تثقل كاهلهن، مُعاكسين بذلك، رغبة رئيس الحكومة، الذي كان يرغب أن تضم حكومته الأولى أزيد من وزيرة. ولا زلتم تتذكرون كيف وعد ابن كيران، النساء بتصحيح وضع وجود وزيرة وحيدة في المستقبل القريب، وخاطبهن قبل سنة ونسف عند تقديمه البرنامج الحكومي في مجلس النواب، بقوله "إنكن تعرفن بأنني صادق". يظهر من تصريحات ابن كيران، أنه يعرف جيدا دلالات المثل المغربي "ديرها فالرجال ونساها، وديرها فالنسا وماتنساها"، أوبالأحرى يقدر جيدا دور المرأة في حياة المجتمع، وظهر ذلك خلال حديثه الممزوج بقفشاته المعتادة، عن والدته، وزوجته، عند مشاركته في افتتاح ندوة بالرباط عن ولوج النساء إلى مناصب المسؤولية. بدون شك، ستكون نسبة لا بأس بها من النساء بمختلف حساسياتهن السياسية، شعرن بغير قليل من الارتياح بعد هذا التعيين، بالقدر الذي شعرن فيه سابقا بالسخط الكثير، عقب الإعلان عن تشكيلة الحكومة الأولى، وكانت خيبة أملهن في أحزابهن واضحة، فبدأن عملية شحذ همم بنات جنسهن وتنظيم الصفوف، وها هن يحصدن نَتيجة النضال. وهكذا، أصبحت لدينا وزيرات شقراوات نفتخر بهن أمام العالم، في انتظار العمل مستقبلا بمقاربة اللون، لتتم إضافة وزراء وزراء ووزيرات، بمُختلف الألوان، فالمغرب له عمق إفريقي أيضا.