آر. توماس برنر كاتب صحافي مستقل، ومؤلف ومصور فوتوغرافي، وأستاذ فخري في شعبة الصحافة والدراسات الأمريكية بجامعة ولاية بنسيلفانيا في الولاياتالمتحدةالأمريكية. "الكلمة المطبوعة في العصر الإلكتروني"؛ تبدو العبارة عنوانا لفصل من كتاب "ألف ليلة وليلة". هل ما زلت تعتقد بقدرة الكلمة المطبوعة على المقاومة في العصر الإلكتروني؟ أعتقد أن الكلمة المطبوعة ستستمر في البقاء، أخذا بعين الاعتبار أن المطبوعة الورقية قد لا تكون هي الوسيلة الإعلامية المهيمنة. فأنا الآن، مثلا، أقرأ عدة جرائد إلكترونيا، وكل هذه الجرائد بدأت ورقية ثم حُوِّلَتْ إلى جرائد رقمية. ماذا عن دور المحرر أو المصحح في هذا العصر؟ هل يمكننا الحديث عن واجبات جديدة لهذا المصحح في هذا العصر؟ سيظل المصحح أو المحرر شخصا مهما. ومهمة هذا المصحح هي التأكد من سلامة لغة الصحافي، بغض النظر عن الوسيلة الإعلامية التي ظهرت فيها الرسالة. رأينا كيف أن مقتل جورج فلويد كشفه هاتف نقال، أي إن فورة وسائل التواصل الاجتماعي هي التي أسهمت في كشف الحقيقة. هل هذا يعني أن على الصحافي بذل جهد أكبر للاضطلاع بمسؤولياته باعتباره صحافيا خريج كلية الصحافة؟ الهاتف النقال هو أداة أخرى للصحافيين، سواء كانوا هم أول من شهد حادثة أم سبقهم إلى ذلك شخص آخر. فلنتذكر أنه في حادثة ضرب الرجل الأسود رودني كينغ، صور شخص ما عملية الضرب بالفيديو. ففكرة التصوير الفوتوغرافي لجريمة، على سبيل المثال، ليست جديدة. وعلى الصحافي خريج كلية الصحافة أن يكون واعيا بأهمية الأدوات الجديدة. ومع ذلك، فإن أهم شيء يتعلمه الصحافي في كلية الصحافة هو أخلاقيات المهنة. على الصحافي أن يكون متشبعا بهذه الأخلاقيات في كل الأوقات. ماذا عن معاناة اللغات الطبيعية أمام فورة وسائل التواصل الاجتماعي؛ فاللغة المستخدمة في هذه الوسائل لغة خاصة ومختصرة. هل هذا يضع عبئا على الأستاذ في المدرسة والمصحح في الجريدة؟ ينبغي أن يكون الأستاذ والمصحح واعيين بالمستويات المختلفة للغة الحالية. ولا أرى في ذلك عبئا، لأن الأمر كان دائما بهذه الكيفية. "أخبار زائفة"؛ لفظة أثيرة لدى الرئيس السابق ترامب، ويمكن أن نضيف مصطلحا آخر هو "ما بعد الحقيقة". هل تعتقد أن وسائل الإعلام الإخبارية تعاني بشكل أكبر لإظهار الحقيقة؟ إن وظيفة الصحافي هي كشف الحقائق، وهذا الأمر لم يتغير البتة. لو أعطيناك مالا وخيرناك بين إنشاء جريدة وإنشاء موقع إلكتروني، أيهما تختار؟ لو أعطي لي مال لأنشأت جريدة رقمية آملا أن تصير جريدة ورقية يوما ما، لكنني أرتاب أن يحدث ذلك. كيف يمكن، في نظرك، أن تسهم المدرسة العمومية في إعداد قارئ مثالي لتلقي أخبار وسائل الإعلام الإخبارية؟ وفي هذا الصدد، هل يمكن أن نتحدث عن أدوار جديدة منوطة بكليات الصحافة في العصر الإلكتروني؟ هل يجب، مثلا، تبديل المناهج الدراسية بهذه الكليات؟ ينبغي أن تُعَلِّمَ المدارس العمومية مرتاديها كيفية الولوج إلى وسائل الإعلام وتحليل معطياتها ونقدها منذ وقت مبكر، وهذا ما سيمكن القراء والمشاهدين من فهم ما يجري في هذه الوسائل. البرامج الصحافية الجيدة تُوَفِّرُ، مسبقا، دروسا على هذه الشاكلة، لكن يجب توفيرها كذلك بالمدارس العمومية ولكل طلبة الكليات. زرت المغرب في الأيام الماضية. ما هي انطباعاتك عن هذه الزيارة؟ كانت رحلتنا إلى المغرب رحلة رائعة. عادة ما أكون منهكا عند عودتي من رحلة دولية، لكنني عدت من رحلتي إلى المغرب بسعادة غامرة؛ إنه بلد رائع وأهله رائعون أيضا. أتمنى العودة مرة أخرى.