في سياق متوتر بسبب تداعيات زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي إلى المغرب، تأتي مبادرة جمعت عشرات ملايين السنتيمات تضامنا مع القدسالمحتلة، في مزاد علني لأعمال فنية تبرعت بها أسماء مغربية بارزة في مجال الإبداع بالبلاد. وبعنوان "قطاف الأهلة"، نظم هذا المزاد العلني، مساء الاثنين 29 نونبر، لفائدة وكالة بيت مال القدس، بمبادرة من النقابة المغربية للفنانين التشكيليين المحترفين ودار "مزاد وفن" بطنجة، حيث عرض 125 عملا تبرع بها فنانون تشكيليون ومبدعون مغاربة بارزون وأروقة أو عائلات مبدعين راحلين، مثل ورثة التشكيلي الراحل محمد المليحي. وحضرت في هذا المزاد، بمقر بيت مال القدس بالعاصمة الرباط، أعمال لمحمد المليحي وعبد الكبير ربيع وفوزي العتِريس وماحي بينبين، وبيع في هذا المزاد عمل ل بينبين ب19 مليون سنتيم، وآخر لِرَبيع ب21 مليون سنتيم. وحضرت في المزاد الداعم للقضية الفلسطينية وزارة الثقافة والرياضة والتواصل، ممثلة في محمد بن يعقوب، مدير مديرية الفنون بالوزارة، الذي اقتنى أعمالا، بعدما خصصت الوزارة رصيدا ماليا، "دعما للمبادرة وإغناء لرصيدها من الأعمال الفنية"، وفق معلومات استقتها هسبريس. والتأم "قِطاف الأَهِلة"، بعد شهور من الإعداد، وقال منظموه إنه "تجسيد لوعي النخبة المغربية بالقيم الفضلى للفنون بأنواعها"؛ إذ "تسقط الادعاءات أمام واقع امتزجت فيه دماء المغاربة الزكية مع أشقائهم الفلسطينيين في الماضي، وما يزالون على عهد التضامن". واستُهل هذا النشاط بشكر وجهه شكري بن تاويت، مسير المزاد مدير دار "مزاد وفن"، إلى "كل الفنانين الذين تبرعوا بأعمالهم لهذه القضية النبيلة، في هذا النشاط النبيل". وفي تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، قال بن تاويت إن هذا "المزاد لفائدة وكالة بيت مال القدس الشريف جاء نتيجة ستة أشهر من العمل (...) وبعد نداء للتبرع شارك فيه الفنانون بكثافة، والكل لبى الدعوة، فالناس الذين اشتروا منهم مؤسسات عمومية وخاصة وشخصيات". وتابع المصرح: "الكل ساهم في هذه المبادرة، وبيعت اللوحات بثمن عظيم، وكان هذا يوم فرحة (...) ساعدنا فيه وكالة بيت مال القدس، لتخلق بهذه الأموال مشاريع سوسيو اقتصادية مهمة في المدينة الشريفة، القدس الشريف". بدوره، ذكر محمد المنصوري الإدريسي، رئيس النقابة المغربية للفنانين التشكيليين المحترفين، أن هذه المبادرة، المتزامنة مع "يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني"، تأتي تطوعا من "الفنانين التشكيليين المحترفين الذين لديهم مكانتهم المعنوية والمادية مغربيا وعربيا وقاريا وعالميا، ومن بينهم من توجد أعماله في المتاحف العربية والعالمية، وبأريحية شاركوا بأجود أعمالهم؛ وهذا ليس غريبا على الفنان المغربي، والمثقف المغربي بصفة عامة، فقد كان عبر الزمن متضامنا وصاحب مبادرة".