أعلن المتحدث الرسمي باسم مكتب مكافحة الجريمة في وزارة الداخلية الليبية، عبد الحكيم البلعزي، اليوم الخميس، أن رئيس الحكومة المؤقتة، علي زيدان، محتجز لديها، بموجب أمر قبض صادر عن الإدارة و"غرفة ثوار ليبيا". وأضاف البلعزي لوكالة الأنباء الليبية الرسمية أن زيدان "بصحة جيدة، وسيُعامل معاملة حسنة؛ كونه مواطن ليبي"، فيما أشارت مصادر أمنية إلى أن زيدان موجود في قاعدة "إمعتيقة" (قاعدة طيران عسكرية ومدنية) في طرابلس، وهو ما لم يتسن التأكد منه بشكل فوري. ويأتي ذلك فيما نفت الحكومة، في بيان رسمي، علمها بصدور أي أوامر قضائية برفع الحصانة أو القبض على رئيسها، مشيرة إلى أن مسلحين اختطفوه واقتادوه إلى جهة غير معلومة، كما قال النائب العام، عبد القادر رضوان، إنه لم يصدر أمرا بالقبض على زيدان. وفي غضون ذلك، تضاربت الأنباء واختلفت حول عملية الاختطاف أو الاحتجاز أو الاقتياد، التي كان مسرحها فندق "كورنيثيا" وسط العاصمة طرابلس، فالرواية التي جاءت على لسان محمد شعبان، مسؤول الأمن في فندق "كورنيثيا" تقول بأن "ما إجماله 150 سيارة، محملة بأسلحة خفيفة، قدمت فجراً، إلى الفندق، وصعد مئات من المسلحين الذين كانوا على متنها، إلى الغرفة التي يتواجد فيها زيدان، وذلك قبل أن يقتادوه إلى جهة غير معلومة"، متحدثاً لوكالة الأناضول التركية. واتصالاً برواية أمن الفندق، تحدث أحد حراس زيدان، للوكالة ذاتها دون ذكر اسمه، لحساسية الوضع، على حد قوله، وقال، إن "عملية الاختطاف تمت من داخل الغرفة الفندقية". أما ما جاء على لسان شهود العيان للأناضول، فيقول بأن "المسلحين قاموا بكسر زجاج سيارة رئيس الوزراء، لدى تواجده أمام الفندق، وسط إطلاق نار، لتهريب حراس زيدان، وذلك قبل أن يقتادوه، وحده، إلى جهة مجهولة". شهود العيان، لم يحددوا ما إذا كان زيدان لتوه في طريقه للعودة إلى الفندق، أم أن العملية التي تمت قبل وقت قليل من صلاة الفجر، وقعت لدى خروجه من الفندق، وإضافة لرواية الشهود، يقول مراسل الأناضول، الذي تواجد أمام الفندق المذكور، إنه رأى آثار الزجاج المحطم على الأرض. من جهتها أعلنت "غرفة ثوار ليبيا"، غرفة أمنية يديرها مقاتلون سابقون ضد نظام العقيد الراحل معمر القذافي، عن اختطاف رئيس الوزراء، علي زيدان، فجر اليوم الخميس، من فندق كورنيثيا الذي يقيم فيه بالعاصمة طرابلس. وقالت الغرفة في بيان لها نشرته على الإنترنت إنه تم "اعتقاله" وفق قانون العقوبات الليبي الكتاب الثاني الفصل الأول "الكيانات والجنح المضرة بكيان الدولة"، وكذلك "الكيانات والجتح المضرة بأمن الدولة" بأمر من النيابة على على خلفية تتعلق ب"الرشوة والفساد المالي". وقالت مصادر إن اختطافه جاء على خلفية قيام الولاياتالمتحدة باختطاف نزيه الرقيعي المعروف باسم "أبو أنس الليبي"، القيادي في تنظيم القاعدة من طرابلس. ومن ناحية أخرى تحدث مراقبون محليون عن وجود "خصومة قديمة" بين غرفة عمليات ثوار ليبيا وزيدان على خلفية تصريحات أدلى بها الأخير لدى تسلمه مقاليد منصبه في أكتوبر2012 وصف فيها الثوار السابقين الذين يحلمون السلاح خارج الأطر الرسمية بأنهم ليسوا ثوار وإنما "ميلشيات". ومنذ سقوط نظام العقيد القذافي، وانهيار الجيش الليبي، تشهد ليبيا اضطرابا أمنيا وسياسيا شديدا، خاصة مع سيطرة الجماعات المسلحة التي كانت تقاتل القذافي على عدد من المناطق، وتكليف الحكومة لبعضها بمهام أمنية؛ ما أظهر تضاربا في الاختصاصات والمهام في بعض الحالات بين الأجهزة الحكومية وبين تلك الجماعات.