في الوقت الذي يُقبل فيه عدد من الشبان والشابات على وشم مناطق مختلفة من أجسادهم من أجل كتابة رموز وأشكال مختلفة، وتوثيق عبارات أغلبها ذات حمولة عاطفية ودلالات شخصية، يلجأ آخرون إلى مختلف الطرق والوسائل لتصحيح الوضع بإزالة الوشم الذي حملوه تحت جلوده لأشهر أو سنوات. وتلجأ فئة من الراغبين في تخليص أجسادهم من الوشم إلى طرق توصف بالتقليدية والعشوائية، من خلال الاستعانة بمواد التنظيف والأعشاب الطبيعية والأدوات الحادة المتوفرة في المنزل، فيما تقصد فئة أخرى المصحات الطبية والعيادات الخاصة لإجراء حصص متتالية لإزالة الوشم بطرق عصرية وأدوات متطورة. وفي هذا السياق، أوضحت الدكتورة إلهام فرح، أخصائية في أمراض وجراحة الجلد والشعر والأظافر، أن "سبب الإقبال على إزالة الوشم في الآونة الأخيرة راجع إلى النظرة السلبية التي أصبح المجتمع ينظر بها إلى من يحملون الوشم على أجسادهم، حيث تُؤخذ عليهم نظرة مسبقة بأنهم مجرمون أو ذوو سوابق قضائية وسجنية، ولو أن أغلبهم وشموا أجسادهم من أجل الزينة فقط". وأضافت المختصة في طب التجميل والعلاج بالليزر وإزالة الوشم وزراعة الشعر، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "من بين المقبلين على إزالة الوشم، النساء المُسنات اللواتي قررن التخلص من تلك الوشوم التقليدية إما بسبب الندم، أو لرغبتهن في قضاء فريضة الحج أو القيام بمناسك العمرة، حيث ينصحنهنّ الفقهاء بضرورة إزالة الوشم قبل التوجه إلى الديار المقدسة". وأكدت المتحدثة أن "حالات كثيرة لجأت إلى إزالة الوشم بطرق تقليدية أصيبت بمشاكل صحية مختلفة، كالندبات والحروق بمختلف درجاتها الأولى والثانية والثالثة، والتعفنات الجلدية الخطيرة...، بسبب استعمال ماء جافيل أو السوائل الحارقة كالماء القاطع، أو استعمال مشارط وسكاكين وأدوات منزلة حادة كشفرات الحلاقة". وأوضحت المختصة في الأمراض التناسلية وطب الجلد عند الأطفال والحساسية الجلدية أن "الطريقة الآمنة لإزالة الوشم في الوقت الراهن تتم بأشعة الليزر التي تختلف تماما عن باقي الطرق"، مشيرة إلى أن "الرصاص الذي يستعمل في الوشم مضر بالصحة، والطرق التقليدية لإزالته تعتمد أيضا على مواد سامة ذات تأثير خطير على الجلد، وقد تؤدي أحيانا إلى الإصابة بالسرطان". وأبرزت الدكتورة إلهام فرح أن "إزالة الوشم بالليزر تتم بدون ألم، ولا تحتاج للتخدير الموضعي، وعدد حصصها يختلف حسب عمق الوشم؛ إذ كلما كان الرصاص عميقا في طبقات الجلد ازداد عدد الحصص لإزالته"، منبهة إلى أن "الرصاص الذي يستعمل في الوشم يتعمق تدريجيا في طبقات الجلد فيضر بها، ولا ينبغي لحامله التردد أو تأجيل إزالته تفاديا لإصابته بمضاعفات خطيرة". وأوضحت أن استخدام أشعة الليزر من أحدث التقنيات المستعملة لإزالة كل رسومات الوشم، أو ما يسمى ب"التاتو"، فهي تتمتع بقدرة كبيرة على تفتيت جزيئات الصبغة المستخدمة في الوشم، سواء كانت سوداء أو ملونة، دائمة أو مؤقتة. وشددت الطبيبة ذاتها على أنه "خلافا للسنوات الماضية حين كانت عمليات إزالة الوشم تجرى بأثمنة مرتفعة، فإن الوقت الراهن يتميز بتوفر أحدث أنواع الليزر وبأثمنة مناسبة، كما أن مدة الحصة الواحدة لا تتعدى عشر دقائق"، مشيرة إلى أن "بعض الحالات السطحية لا تتطلب سوى حصتيْن للتخلص التام من الوشم". ونصحت الدكتورة جميع الشبان والشابات، من خلال تصريحها لهسبريس، "بتجنب وشم أجسادهم مهما كانت الأسباب والدوافع والمبررات، حفاظا على صحتهم وسلامتهم في الحاضر والمستقبل، وحتى لا يجدوا أنفسهم، في وقت من الأوقات، حاملين معهم مواد سامة تزداد خطورتها شيئا فشيئا، ويصعب التخلص منها إذا تعمقت كثيرا".