اهتمت الصحف الأوروبية الصادرة اليوم السبت بالخصوص بالتطورات الأخيرة للأزمة السورية والانتخابات التشريعية في ألمانيا واعتماد مخطط إنقاذ ثاني بالبرتغال، وموضوع "الانتقال الطاقي" في فرنسا. فببلجيكا، كتبت صحيفة (لا ليبر بلجيك)، أن سوريا قطعت خطوة جديدة على طريق تفكيك أسلحتها الكيماوية من خلال تقديمها أمس الجمعة لائحة أولى لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية تتضمن عرضا لترسانة دمشق. وعبرت الصحيفة عن تشككها بخصوص صدق سوريا وحسن نيتها بخصوص تفكيك وإزالة أسلحتها الكيماوية، مشيرة إلى أن دمشق تتطلع إلى أن يتم حصر النقاش حول موضوع ترسانتها الكيماوية وبالتالي تحويل الأزمة التي تعصف بالبلاد إلى "موضوع صغير". ومن جهتها، أشارت صحيفة (لو فيف ليكسبريس) إلى أن تقديم لائحة الأسلحة الكيماوية، تتضمن معطيات حول مواقعها ومخازنها، للمنظمة الدولية لا يعدو أن يشكل إجراء صوريا بالنسبة للنظام السوري، في ظل تركز السلطة فيه. وأضافت الصحيفة أن مشروع تفكيك الترسانة الكيماوية السورية يرخي بظلال الشك والتوجس في نفوس الخبراء، مشيرة إلى أن هناك تشككا بخصوص النوايا الحقيقية لنظام بشار الأسد. وأبرزت أنه من غير المتوقع، قبول النظام السوري وضع حد لأربعين سنة من الأبحاث في مجال الأسلحة الكيماوية والتي كلفته أموال طائلة. من جانبها، تساءلت صحيفة (لوسوار) عما إذا كان الاتفاق الروسي الأمريكي بخصوص تحييد ومراقبة الترسانة الكيماوية السورية، قد ولد ميتا. وأشارت في هذا السياق إلى أن اللائحة التي قدمتها دمشق للمنظمة الدولية لحظر الأسلحة الكيماوية تظل ناقصة وغير شاملة، مضيفة أن الأعضاء الخمسة الدائمين بمجلس الأمن سيناقشون إقرار توصية تجعل من قرار تفكيك الترسانة السورية أمرا إجباريا. ومن جانبها، سلطت الصحف السويسرية الضوء على الانتخابات التشريعية التي ستعرفها ألمانيا، حيث اعتبرت أن المستشارة أنجيلا ميركل التي تشير التوقعات إلى فوزها في الاستحقاق، ستبدأ ولاية جديدة شديدة الحساسية والتعقيد. وكتبت صحيفة (لوتون) أنه لا حاجة للألمان لتغيير حكومتهم الحالية في وقت لا يعاني فيه اقتصاد البلاد من الصعوبات الخانقة التي تواجه باقي البلدان الأوروبية، مضيفة أنه من المستبعد حصول أنجيلا ميركل على أغلبية كافية تمكنها من الحكم بمفردها. وأبرزت الصحيفة أن الحكومة الجديدة ستواجه مسؤولية صعبة تتمثل في إصلاح النظام الطاقي والانخفاض الديموغرافي وهشاشة الطبقة العاملة. من جهتها، اعتبرت صحيفة (لاتريبين دو جنيف) أن المستشارة الألمانية ستواجه صعوبات في ظل توقع جميع استطلاعات الرأي عدم تحقيقها للأغلبية المطلقة. وأضافت أن "أنجيلا ميركل تتوفر على جميع الحظوظ لقيادة الحكومة الجديدة، ولكن إلى جانب من¿ وبأي سياسة". وأشارت إلى أن الحزب المسيحي الديمقراطي (الحاكم) تلقى العديد من الصفعات في الانتخابات الجهوية والمحلية الأخيرة، مؤكدة أنه إذا كانت ميركل ستعود إلى قيادة الحكومة إلا أنها تواجه خطر تقليص صلاحيتها وسلطاتها. أما صحيفة (لوماتان) فكتبت من جهتها أن المستشارة الألمانية تراهن على شخصيتها من أجل تعبئة الناخبين الألمان المترددين، "غير أن ذلك لن يمنع تحالف اليمين الليبرالي من مواجهة المخاطر". وبالبرتغال، كتبت الصحف المحلية عن الاهتمام الذي توليه لشبونة، لمخطط ثان للإنقاذ الاقتصادي، في وقت يواصل خبراء مجموعة الترويكا التدقيق في برنامج التقشف الحكومي، مشيرة إلى أن البرتغال تأمل في تخفيف وتقليص الأهداف المالية المحددة سلفا. وكتبت صحيفة (بيبليكو) عن تصريحات الاقتصادي الأمريكي الشهير نورييل روبيني، والذي أبدى تخوفه من حصول لشبونة على مساعدة جديدة، مؤكدا أن تحقيق حكومة رئيس الوزراء باسوس كويليهو نتيجة ضعيفة خلال الانتخابات البلدية التي ستجري في 29 شتنبر الجاري، ومواصلة المحكمة الدستورية عرقلة التدابير الجاري بها العمل، سيجعل الحاجة ملحة إلى اعتماد مخطط إنقاذ ثان. وأضاف الاقتصادي الأمريكي، المعروف بمواقفه المتشائمة، أن هناك إمكانية لقبول مجموعة الترويكا التخفيف من أهداف العجز المالي للبرتغال برسم سنة 2014، ولكن رفض المحكمة الدستورية إقرار باقي التدابير التقشفية، سيضع البلاد في مواجهة عجز مالي إضافي بقيمة 2ر1 مليار يورو. من جهتها، نشرت أسبوعية (اكسبريسو)، حديثا مع نورييل وربيني، عبر فيه عن توجسه من تحقيق انتعاش اقتصادي قريب، بالرغم من النتائج الإيجابية التي سجلها الاقتصاد البرتغالي في الشطر الثاني من السنة الجارية، معبرا عن قناعته بتوجه البلاد نحو اعتماد برنامج إنقاذ إضافي بسبب عدم تحقيق البرنامج الحالي للتوقعات المنتظرة. وكتبت يومية (دياريو نوتيسياس) من جانبها عن ضرورة قيام اللجنة الأوروبية بتمكين البرتغال من هامش إضافي من أجل تقليص العجز البنيوي لميزانيتها، ورفع الهدف المتوقع من 4 بالمائة إلى 5ر4 بالمائة خلال سنة 2014. وبفرنسا، سلطت الصحف المحلية الضوء على التزامات وتصريحات الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بخصوص الانتقال الطاقي. وكتبت صحيفة (ليبراسيون) أن افتتاح الرئيس الفرنسي، فاجئ المتتبعين، خلال افتتاح المؤتمر البيئي يوم الجمعة، بإعلانه التزامه بخصوص الانتقال الطاقي، معلنا في هذا الخصوص تضمين قانون الانتقال الطاقي الذي ينتظر صدوره تعهدا بتقليص حجم الطاقة المستهلكة في فرنسا إلى حدود النصف بحلول سنة 2050. وأشارت الصحيفة إلى ميلاد عهد طاقي جديد مبرزة أنه في سياق تحقيق الهدف الرئيسي المتمثل في تقليص استهلاك الطاقة، فقد أدرج فرانسوا هولاند الوعود التي تقدم بها خلال الحملة الانتخابية الرئاسية بخصوص تقليص حصة مساهمة الطاقة النووية في إنتاج الكهرباء بفرنسا من 75 بالمائة إلى 50 بالمائة في أفق سنة 2025. ومن جانبها، كتبت صحيفة (لوفيغارو) أن من شأن الوعود الجديدة للرئيس الفرنسي أن تخفف من غضب أنصار البيئة، مشيرة إلى تعهد هولاند بإحداث ضريبة خاصة بالمناخ والطاقة انطلاقا من السنة القادمة. وعبرت عن الأمل في أن تنجح فرنسا في تقليص حجم استهلاكها من الطاقة إلى النصف في أفق سنة 2050. واعتبرت صحيفة (أوجوردوي أون فرانس)، أنه "من خلال تجديد التأكيد على أهدافه بخصوص الانتقال الطاقي، فقد بعث الرئيس الفرنسي رسالة اطمئنان إلى أنصار البيئة، الذي يؤكدون على ضرورة التطبيق الفعلي لذلك". وأضافت الصحيفة أن أنصار البيئة، الذين يهددون بالانسحاب من التحالف الحكومي، يطالبون فرانسوا هولاند بتحويل الأقوال إلى أفعال ملموسة، مشيرة إلى أن تصريحات رئيس الدولة ساهمت في تخفيف حدة غضب هؤلاء. ومن جانبها، اهتمت الصحف الإسبانية بالعملية الجراحية التي سيخضع لها في الأيام المقبلة بمدريد العاهل الإسباني الملك خوان كارلوس الأول. وهكذا تناقلت الصحف الإسبانية تصريحات الجراح الإسباني ميغيل كابانيلا من مصحة مايو بالولايات المتحدةالأمريكية ومدير القصر الملكي الإسباني رافائيل سبوتورنو خلال مؤتمر صحفي عقد أمس الجمعة بقصر زارزويلا حول صحة العاهل الإسباني. وفي هذا الصدد كتبت يومية (لاراثون) أنه "قد تجرى هذه العملية للملك خوان كارلوس بمستشفى لاباز بعد إصابة في الورك الأيسر"، مشيرة إلى أن فترة النقاهة بعد هذه العملية "قد تستمر من شهرين إلى ستة أشهر". من جهتها ذكرت صحيفة (أ بي سي) أن الملك خوان كارلوس "لا ينوي التنازل عن العرش" استنادا لتصريحات مدير القصر الملكي الإسباني، الذي أكد أمس أن "الملك لا ينوي في أي وقت التنازل عن العرش". وبدورها أوردت صحيفة (إلبايس) أن هذه العملية الجديدة التي ستجرى "في الأيام المقبلة" بمدريد، تروم استبدال مفصل اصطناعي بعد حدوث "تعقيدات" في الورك الأيسر، مضيفة أن نقاهة الملك خوان كارلوس قد "تتطلب شهرين إلى ستة أشهر". أما صحيفة (إلموندو) فنقلت، من جهتها، عن مدير القصر الملكي الإسباني قوله إن "التنازل عن العرش أمر يخص الملك، وهو أمر لم يفكر فيه قط". وذكرت وسائل الإعلام الإسبانية أن الاختصاصي الإسباني ميغيل كابانيلا من مصحة (مايو) بالولايات المتحدةالأمريكية سيتولى الإشراف على هذه العملية الجراحية. وفي روسيا ذكرت صحيفة "كاميرسانت "، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ، جدد خلال الجلسة الختامية لمؤتمر "فالداي" الدولي ، طرح موقفه تجاه قضية استخدام الاسلحة الكيميائية في سورية، مؤكدا أن عناصر المعارضة السورية "أخذوا قذيفة قديمة أخرجت منذ فترة من حوزة الجيش السوري كتبت عليها أنها سوفياتية الصنع فاستخدموها". وأوضح الرئيس الروسي أن إسرائيل تمتلك سلاحا نوويا وأن السلاح الكيميائي في سورية ظهر ردا على ظهور السلاح النووي في إسرائيل. وأضافت الصحيفة أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لم يستبعد لأول مرة مشاركته في الانتخابات الرئاسية عام 2018. كما لم يستبعد إعلان العفو عن المتهمين في ما يعرف بقضية "ساحة بولوتنايا" مشيرة إلى رد بوتين على سؤال وجهه إليه الكاتب المعارض ألكسندر بروخانوف عما إذا كان يعتبر روسيا مشروعا أم لا، فقال بوتين إن روسيا ليست مشروعا بل مصيرا. وتحت عنوان "روسيا في حاجة إلى الأيديولوجية المناسبة"، كتبت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دعا خلال مؤتمر "فالداي" الدولي إلى إيجاد الأيديولوجية المناسبة لروسيا المعاصرة، حيث قال "إن روسيا هجرت الإيديولوجية السوفياتية وتخلت عنها إلى الأبد، وحذر من مغبة تمجيد إيديولوجية روسيا القيصرية، وهي إيديولوجية فترة ما قبل ثورة 1917"، معلنا في الوقت ذاته رفضه لليبرالية الغربية المتطرفة. ومن جهتها، واصلت الصحف البريطانية تسليط الضوء على تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط ولاسيما تداعيات الأزمة السورية وارتباطها بالملف النووي الإيراني. وكتبت صحيفة (الديلي تلغراف) أن قرار الرئيس السوري بشار الاسد التخلي عن السرية حيال ترسانة بلاده الكيمياوية كان قد قوبل في البداية بالتشكيك من طرف الدول الغربية. كما تطرقت الصحف البريطانية إلى الزيارة المرتقبة للرئيس الإيراني حسن روحاني إلى نيويورك، ونشرت صحيفة (الاندبندنت) في هذا السياق مقالا بقلم حسن روحاني، أشار فيه إلى تحقيقه "مكسبا كبيرا. فقد تبنى الايرانيون مقاربتي للشؤون المحلية والخارجية بعدما طال انتظارهم لها" مجددا تعهده بالتفاعل البناء مع العالم. وشددت صحيفة (الاندبندنت) على أنه بالرغم من أنه يعد رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلا أنه "ليس المرشد الأعلى، وهنا تكمن المشكلة بالنسبة إلى حسن روحاني". ومن جانبها كتبت صحيفة (الفايننشال تايمز) عن تخوفات رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو من أن يؤدي الهجوم الدبلوماسي للرئيس الايراني الجديد حسن روحاني، الى إضعاف الإصرار الأمريكي والأوروبي على وقف البرنامج النووي لبلاده، مما يترك اسرائيل في عزلة متزايدة. وأضافت أن نتنياهو يرفض روحاني على الغرب وتأكيده خلال الأسبوع الجاري نية إيران التخلي عن تطوير أسلحة نووية مقابل رفع العقوبات الغربية عنها. وفي ألمانيا وقبل يوم واحد على التصويت ، تساءلت صحيفة "فرانكفورتر روندشاو" عن عدد من القضايا التي برزت في فترة الائتلاف التي تشرف على نهايتها كفضيحة التجسس الأمريكية على البيانات ، والمخاطر التي واجهتها ألمانيا في إنقاذ الأورو، والصراع السوري إلى جانب العديد من القضايا على المستوى المحلي. ومن جانبها اعتبرت " نوين أوسنابروكر تسايتونغ" أن "الحملة الانتخابية كانت غريبة" في البداية "كان يبدو أنه ليست هناك أي حملة" وسرعان ما بدأت تظهر بوادرها إلا أنه في النهاية تسارعت "وبدت مثيرة للغاية"، في حين كتبت صحيفة "مونشنر ميركور" أن "انتخاب البرلمان الألماني 18 ليس لضعاف القلب" مشيرة إلى أن " ما يجعل هذه الانتخابات مثيرة جدا ، أنها تمنح مجموعة واسعة من الخيارات لتشكيل التحالفات المعارضة والحكومة". لكن تضيف الصحيفة - وجهة نظر الناخبين من الصعب تحديدها مما يفسر ارتفاع نسبة المترددين التي نادرا ما كانت تطغى على الانتخابات. وعبرت " فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ" من جهتها عن تخوفها من ضعف نسبة المشاركة في هذه الانتخابات التي قد تشكل "كارثة".