تستضيف الرياض، اليوم الاثنين، أشغال قمة "مبادرة الشرق الأوسط الأخضر"، بمشاركة العديد من رؤساء دول العالم والمسؤولين الحكوميين؛ من بينهم عزيز أخنوش، رئيس الحكومة، الذي يمثل الملك محمدا السادس في هذه القمة. وتهدف القمة، التي يشارك فيها أيضا الرؤساء التنفيذيون لكبرى الشركات في الدول المدعوة وعدد آخر من رؤساء المنظمات الدولية والأكاديميون وأصحاب الاختصاص في المجال البيئي ومؤسسات المجتمع المدني، إلى دعم جهود المجتمع الدولي في الإصحاح البيئي والمناخي لحماية كوكب الأرض والتوصل إلى توافق حول الإجراءات الكفيلة بتلبية الالتزامات البيئية المشتركة. وتسعى القمة إلى تحقيق أهداف عديدة؛ من بينها تشكيل أول تحالف لمكافحة التغير المناخي في الشرق الأوسط، وتعزيز الاستثمار ونقل المعرفة لمواجهة التحديات المشتركة، وتعزيز الإرادة السياسية اللازمة لإحداث تغيير جذري. وقمة "مبادرة الشرق الأوسط الأخضر" هي الثالثة التي تعقد تباعا بعد منتدى "مبادرة السعودية الخضراء" و"قمة الشباب الأخضر"، والتي أعلن عنها الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ، أواخر مارس الماضي، لإحداث تأثير عالمي دائم، في مواجهة ظاهرة التغير المناخي وحماية الأرض والطبيعة، والإسهام بشكل قوي وفاعل في تحقيق المستهدفات العالمية؛ بما يدفع عجلة مكافحة الأزمات المرتبطة بالمناخ بشكل منسق إقليميا ودوليا. وتستهدف مبادرتا "السعودية الخضراء" و"الشرق الأوسط الأخضر" زراعة 50 مليار شجرة في المنطقة في برنامج هو الأكبر من نوعه لإعادة التشجير في العالم، وتخفيض الانبعاثات الكربونية بما نسبته أكثر من 10 في المائة من الإسهامات العالمية، إذ تأتيان ضمن مساعي المملكة الجادة لتعزيز شراكتها إقليميا ودوليا، في مواجهة التحديات البيئية والتغلب عليها؛ حماية لكوكب الأرض ودعما لجهود مكافحة التغير المناخي، بهدف الحفاظ على بيئة وصحة إنسان المنطقة والعالم. وفي هذا الصدد، أعلن الأمير محمد بن سلمان بدء المرحلة الأولى من مبادرات التشجير بزراعة أكثر من 450 مليون شجرة، وإعادة تأهيل 8 ملايين هكتار من الأراضي، وتخصيص أراض محمية جديدة، ليصبح إجمالي المناطق المحمية في بلاده أكثر من 20 في المائة من إجمالي مساحتها. وتسعى السعودية كذلك، بالشراكة مع دول الشرق الأوسط، إلى استصلاح 200 مليون هكتار من الأراضي عن طريق التشجير؛ مما يساهم في خفض الانبعاثات الكربونية في العالم بنسبة 2.5 في المائة، وكذا المساهمة في خفض الانبعاثات الكربونية الناجمة عن إنتاج النفط والغاز في المنطقة لأكثر من 60 في المائة. وتواجه منطقة الشرق الأوسط الكثير من التحديات البيئية، مثل التصحر؛ الأمر الذي يشكل تهديدا اقتصاديا للمنطقة، حيث يقدر أن 13 مليار دولار تستنزف من العواصف الرملية في المنطقة كل سنة. كما أن تلوث الهواء من غازات الاحتباس الحراري يقدر أنه قلص متوسط عمر المواطنين بمعدل عام ونصف العام، وأنه سيتم العمل من خلال مبادرة السعودية الخضراء على رفع الغطاء النباتي وتقليل انبعاثات الكربون ومكافحة التلوث وتدهور الأراضي والحفاظ على الحياة البحرية.