تجمع آلاف الكنديين، السبت المنصرم، للاعتراض على الميثاق الذي قدمته رئيسة وزراء مقاطعة كيبيك الكندية " باولين ماروا " Pauline Marois ، والذي يهدف إلي حظر ارتداء الحجاب في الأماكن العامة، ومنع المحجبات من امتهان بعض الوظائف. وشهدت مدينة مونتريال، العاصمة الاقتصادية لمقاطعة كيبيك، تظاهرة حاشدة دعت لها عدة جمعيات إسلامية وحقوقية في كندا، لرفض الميثاق الجديد والقانون المقترح، والذي يمثل اعتداء على حقوق الأقلية المسلمة، وأيضا لإبلاغ رئيسة وزراء كيبيك، والتي ترأس الحزب الكيبيكي أن "كندا بلد لجميع الناس بدون تفرقة بين من يرتدين الحجاب والأخريات". ودعت " ماروا"، أول رئيسة وزراء فى كيبيك، إلى ميثاق جديد يهدف إلى الحفاظ على علمانية المقاطعة، ومنع ارتداء الرموز الدينية، كالحجاب والقبعة اليهودية، حيث يرى مراقبون أن هذا الميثاق أعد خصيصا لمنع المسلمات من ارتداء الحجاب. وأثار مقترح "ماروا" جدلا سياسيا محليا في مقاطعة "كيبيك"، حيث أعلنت "ماريا موراني "، عضو البرلمان الكندي وممثلة عن الحزب الكيبيكي سابقا، رفضها لهذا الميثاق بالقول: "سيخلق تمييزا منهجيا ضد النساء"، وأدت هذه التصريحات إلي طرد النائبة السابقة من الحزب وإلغاء عضويتها. وانتقدت المقاطعات الأخرى الميثاق المقترح من قبل " ماروا"، ووصفته بأنه عنصري، ولا يتفق مع المعايير الكندية، ودعا محافظ مدينة كاليجاري" ناهيد نينشي " أول محافظ مسلم بكندا، الكنديين الذين قد يتأثرون بمثل هذه القوانين المجحفة بالانتقال الفوري إلى مدينة كاليجاري، والتمتع بكافة حقوقهم التي كفلها لهم القانون، كما دعت رئيسة وزراء مقاطعة أونتاريو كل شخص يتعرض للظلم في كيبيك، بسبب القوانين العنصرية المقترحة، بالذهاب إلي أونتاريو قائلة "نحن مستعدون لاستقبال أي شخص تم الاعتداء على حريته في كيبيك". وتبرر "ماروا" مقترحها المثير للجدل بوجود مثال آخر، وهو فرنسا، والتي يتواجد بها عدد كبير من المسلمين يعيشون معا تحت سقف علمانية الدولة، ودون الإشارة إلي الهوية الدينية للشخص، وهي ترجو حدوث هذا الأمر في كيبيك. ورفض المشاركون في المسيرة أن تكون كيبيك مثل فرنسا، رافعين شعارات "كيبيك ليست فرنسا.. نرفض الحكم الديكتاتوري.. لا نهتم بما هو موجود فوق رؤوسهن، ولكننا مهتمون بما في عقولهم .. لا تعتدوا على حرياتنا الدينية" وغيرها من الشعارات الأخرى. وقالت ميرليل شيفر، إحدى المشاركات في المسيرة "أتواجد هنا لأني أرفض ما يحدث وبشدة، كما أن حظر ارتداء الشعارات الدينية يتعارض مع قوانين الحرية الكندية، ومع أبسط قواعد حقوق الإنسان"، مضيفة أن هذا كثيرا من المسلمات لن يخلعن حجابهن وسيتركن العمل، وبالتالي سيشكلن عبئا على الحكومة". ومن جهتها قالت فاطمة بن جلون، مدير المركز الثقافي الإسلامي في مونتريال، إن المسلمين جزء من المجتمع الكيبكي، ولقد نجحنا في تطويره وأثرينا تعدديته، ونحن ملتزمون بالقيم الكيبكية القائمة على الاحترام والمشاركة والمساواة التي لا تتعارض مع قيمنا الإسلامية، ومن السذاجة القول أن هناك صراعاً بين هذه القيم".