على وقع التأجيل، انطلقت أولى جلسات المرحلة الاستئنافية من محاكمة الصحافي سليمان الريسوني، رئيس تحرير جريدة "أخبار اليوم" المتوقفة عن الصدور، المدان ابتدائيا بخمس سنوات سجنا نافذا. وانعقدت صباح اليوم الأربعاء الجلسة الأولى من محاكمة سليمان الريسوني، استئنافيا، في قضية يتهم فيها بهتك العرض والاحتجاز من طرف شاب يدعى "آدم"، وذلك في محكمة الاستئناف بالدارالبيضاء. وقررت الهيئة التي تنظر في الملف تأجيل هذه القضية التي تحظى باهتمام الرأي العام وتتبع الحقوقيين، إلى غاية يوم 27 من الشهر الجاري، وذلك بناء على طلب دفاع الصحافي. وعرفت الجلسة المذكورة حضور سليمان الريسوني، الذي رفض خلال المرحلة الابتدائية الحضور لمتابعة أطوار محاكمته، عقب تدهور وضعه الصحي بسبب دخوله في إضراب عن الطعام. وخرجت مجموعة من الهيئات الحقوقية عشية الجلسة لتندد بمحاكمة الصحافي الريسوني، داعية إلى الإفراج عنه وإطلاق سراحه. وأكدت الهيئات المذكورة، في بلاغ مشترك لها، أن محاكمة الصحافي خلال مرحلتها الابتدائية "شابتها خروقات عديدة حالت دون توفر ضمانات المحاكمة العادلة"، وكانت "غير عادلة"، معتبرة أن الملف "سياسي وانتقامي"؛ كما لفتت في هذا الصدد إلى أنه "جرى توظيف القضاء لتصفية الحسابات مع الأصوات الممانعة والمنتقدة لصانعي القرار بالبلاد". وعرجت الهيئات نفسها على أطوار المحاكمة في مرحلتها الابتدائية، متحدثة عن حرمان المتهم من حضور أطوار محاكمته بسبب رفض المحكمة الاستجابة لطلب دفاعه إحضاره للمثول أمامها كحق من حقوقه، ضمانا لشروط المحاكمة العادلة، بالإضافة إلى رفضها توفير الشروط الصحية (كرسي متحرك وسيارة إسعاف) لنقله من السجن المحلي عين السبع للمحكمة بعدما كان تجاوز أزيد من ثلاثة أشهر من الإضراب عن الطعام. ومعلوم أن غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بالدارالبيضاء كانت قد قضت في يوليوز الماضي بإدانة الصحافي سليمان الريسوني بالسجن لمدة خمس سنوات، في وقت ظل ينفي الصحافي التهم المنسوبة إليه ويتشبث ببراءته. يُذكر أن الصحافي سليمان الريسوني ترأس تحرير جريدة "أخبار اليوم" بعد اعتقال مؤسسها توفيق بوعشرين، الذي يقضي حكما بالسجن لمدة 15 سنة.