علمت جريدة هسبريس الإلكترونية، من مصادر دبلوماسية، أن نواكشوط قررت تشييد بناية جديدة لمقر سفارة الجمهورية الإسلامية الموريتانية بالعاصمة المغربية الرباط، في ظل الزخم الإيجابي الذي تشهده العلاقات الثنائية بين البلدين. ويرتقب أن تعلن السفارة الموريتانية بالرباط إطلاق أشغال بناء المقر الجديد لسفارتها الأسبوع المقبل، وهو المقر الذي تكلفت ببنائه شركة مغربية. وقالت مصادر دبلوماسية لهسبريس إن بناء المقر الجديد للسفارة يأتي في سياق تطور العلاقات بين البلدين، مشيرة إلى أنه رغم أن المقر الحالي يعتبر أكبر سفارة موريتانية في العالم من حيث الحجم والطاقم، إلا أنه تقرر تشييد مقر جديد لتوفير فضاء أرحب للتعاون على كافة الأصعدة، بما في ذلك التعاون التجاري والاقتصادي. من جهة ثانية، أفادت مصادر هسبريس بأن المغرب وموريتانيا يضعان اللمسات الأخيرة لعقد اجتماع اللجنة العليا المشتركة بين البلدين، التي يرأسها كل من رئيس الحكومة المغربية والوزير الأول الموريتاني. ومنذ أشهر تشتغل لجان مشتركة بين الوزارات والقطاعات المغربية الموريتانية قصد التحضير للجنة العليا المشتركة للدفع بعجلة التعاون الاقتصادي بين البلدين. ووفق مصادر هسبريس، يعكف أزيد من 14 قطاعا وزارياً على التحضير للاتفاقيات التي ستوقع قريباً. ولم تستبعد مصادرنا أن تكون ضمن هذه الاتفاقيات المرتقبة مسألة إلغاء التأشيرة بين مواطني البلدين، وذلك بالنظر إلى الجالية الموريتانية المهمة التي تزور المغرب باستمرار، وخاصة من أجل الدراسة أو التطبيب أو في سياق الأعمال. وكانت نواكشوط أتاحت للمقاولات المغربية، قبل أشهر، الحصول على تأشيرة أعمال متعددة الدخول إلى موريتانيا صالحة لمدة عامين، لإزاحة أي عراقيل قد تواجه المستثمرين المغاربة، ولتعزيز آليات الشراكة بين فاعلي القطاع الخاص في البلدين. وحسب معطيات رسمية توفرت لهسبريس فإن عدد الجالية الموريتانية في المغرب يقدر بحوالي 15 ألفا، إضافة إلى قرابة أربعة آلاف موريتاني يدرسون في المعاهد والجامعات المغربية. كما يتم تأمين رحلتين جويتين يوميا بين المغرب وموريتانيا. وكان وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، أجرى أمس الأحد اتصالا هاتفيا مع نظيره الموريتاني إسماعيل ولد الشيخ أحمد. وذكرت الوكالة الموريتانية للأنباء أن هذا الاتصال شكل مناسبة لاستعراض العلاقات الثنائية الممتازة. وعبر الوزيران، في هذا السياق، عن ارتياحهما الكبير لمستوى علاقات الأخوة والتعاون بين البلدين الشقيقين؛ كما أكدا عزمهما على تكثيف الاتصالات والمشاورات الدائمة في كل ما من شأنه خدمة المصالح المشتركة للشعبين. يشار إلى أنه في نونبر 2020 كان الملك محمد السادس أجرى اتصالا هاتفيا مع الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية. وبهذه المناسبة، عبر الملك، عن استعداده للقيام بزيارة إلى موريتانيا، موجها في الوقت نفسه الدعوة للرئيس الغزواني لزيارة المغرب. وتزامنت هذه الدعوة الملكية مع جائحة فيروس "كورونا" المتواصلة إلى اليوم، وهي الأزمة الصحية التي تحد من التحركات والأنشطة الرسمية الكبرى.