تعيش مدينة سيدي إفني، لليوم الخامس على التوالي، على وقع أزمة عطش حادة ناتجة عن انقطاع الماء عن كافة أحياء المدينة نهاية الأسبوع الجاري، قبل أن يعود إلى بعضها تدريجيا وتستثنى أخرى من الاستفادة من هذه المادة الحيوية، إلى حدود اليوم. وتسبب انقطاع الماء بسيدي إفني، الذي تزامن مع موجة الحر التي تعيشها أقاليم سوس وواد نون، في غضب عارم لدى الساكنة المحلية التي خرجت ليلة الثلاثاء الماضي في وقفة احتجاجية مطالبة المصالح المختصة بالتدخل العاجل وتدارك المشكل، غير مستبعدة التصعيد في حالة استمرار الوضع على ما هو عليه. واضطرت الأسر المتضررة من غياب الماء بالمنطقة إلى اقتناء صهاريج مائية، لتعويض الخصاص؛ فيما لجأت فئة أخرى إلى المياه المعدنية كبديل مؤقت، في انتظار حل المشكل وعودة الماء إلى الصنابير. وفي هذا الصدد، رفع عمر الداودي، المحامي في هيئة الرباط، شكاية تظلم إلى المدير العام للمكتب الوطني للماء والكهرباء بخصوص انقطاع الماء عن مختلف أحياء مدينة سيدي إفني حذر فيها من وقوع كارثة بيئية، لتزامن أزمة الماء مع حالة الطوارئ الصحية التي تلزم الحرص على النظافة التي لا يمكن القيام بها في غياب الماء. وأشار المحامي والفاعل الحقوقي ذاته إلى أن هذا الانقطاع تزامن مع ارتفاع درجة الحرارة مما زاد الطلب على الماء، فضلا عن أن سيدي إفني منطقة ساحلية تعرف تزايدا للزوار خلال الصيف ومعه الإقبال على استهلاك هذه المادة الحيوية بشكل أكبر. كما طالب عمر الداودي المسؤول المركزي على قطاع الماء بالتدخل وتفعيل التوصيات الملكية بخصوص الحرص على استفادة جميع المواطنين على حد السواء من الماء الصالح للشرب، إلى جانب إعطاء تعليماته إلى المصالح الجهوية بالمنطقة لحل المشكل بشكل مستعجل. من جانبه، قال سفيان بوحلكة، المسؤول الإقليمي على قطاع الماء بسيدي إفني، إن مصالح المكتب الوطني قامت، طيلة هذه الأيام، بما يلزم قصد السيطرة على الوضع؛ غير أنها اصطدمت بمجموعة من الإكراهات، التي حالت دون عودة الماء إلى جميع منازل المدينة. وأوضح بوحلكة، في تصريح لهسبريس، أن المصالح المختصة تفاجأت نهاية الأسبوع بعطب على مستوى الآبار المحلية التي تزود المدينة بما مجموعه 50 في المائة من المياه، وتمكنت من تجاوزه؛ لكنها اصطدمت، بعدها مباشرة، بعطب على مستوى محطة معالجة المياه بسد بن تاشفين بضواحي تزنيت على اعتبار أن هذه النقطة تعد هي المصدر الثاني لسيدي إفني من الماء بنسبة 50 في المائة. وأورد المسؤول ذاته: " بعد التغلب على المشاكل التقنية، وجدنا أنفسنا أمام أسباب أخرى يتمثل الأول في ارتفاع درجة الحرارة بالمنطقة، والسبب الثاني يكمن في التوافد الكبير للمواطنين على سيدي إفني لقضاء العطلة الصيفية، إلى جانب سبب ثالث يرتبط بتخزين الساكنة المحلية للماء بشكل مضاعف خوفا من انقطاعه مجددا؛ وهي جميعها أسباب ساهمت في ارتفاع معدل الاستهلاك، وحالت دون امتلاء القنوات وبالتالي عدم وصول الماء إلى بعض الأحياء".