لم يفوت الأمين العام لحزب العدالة والتنمية عبد الإله بنكيران، فرصة تواجده في مقبرة الشهداء، من خلال زيارة قام بها رفقة عدد من قيادي حزب المصباح لقبر مؤسس الحزب عبد الكريم الخطيب، لتوجيه العديد من الرسائل السياسية. وفي هذا السياق قال رئيس الحكومة، يوم الاثنين الماضي، إن الدول تعول في مراحل الاضطراب على أبنائها البررة الذين يصبرون ويضحون، ولا تعول على الأفاكين والأفاقين ومقتنصي الفرص، واصفا الفئة الثانية بسراق المسؤوليات والأمانات الذين أخذوها بغير حق. وشدد بنكيران على وفاء حزبه للملكية، كما عاهد على ذلك مؤسس الحزب في إطار ما تفرضه المرجعية الإسلامية من التناصح، مضيقا "نحن على هذا العهد ولن نبدل ولن نغير لأن ملكيتنا أساس من أسس بناء دولتنا، ونتمنى أن تجتاز بنا ما تبقى من المراحل الصعبة بعيدا عن أي خطر وفتنة وبعيدا عن أي ظلم واستبداد". هذا وجدد بنكيران التأكيد على قبر مؤسس حزبه التآكيد على سلمية مشروع حزب العدالة والتنمية، "في مواجهة كل من يريد أن يعنف ولن تزيدنا الأيام إلى ثباتا ورسوخا عليه وهو ما يشهد به الجميع لنا وإن سرنا في هذا الطريق سنزيد تقدما وخطوات في إصلاح الأمة"، مضيفا في هذا السياق "نعترف أننا لم نصل بعد إلى ما نصبوا له في إصلاح أمور البلاد لكننا نحاول". بنكيران وكعادته سنويا في تخليد ذكرى مؤسس حزب العدالة والتنمية جدد التأكيد على العهد معه على الثوابت، وعلى رأسها المرجعية الإسلامية التي اعتبرها سر توفيق الله لحزبه باعتبارها "أفضل مرجعية في الكون ونحن ندعو إليها لأننا نؤمن بالحرية والديمقراطية ونلتزم بها ولا نكره عليها أحد وما وجدنا فيها إلا خيرا ولن نفارقها ما حيينا، لأننا تعلمنا منها فسح المجال والصبر وعمل المستطاع والرفق فيما بيننا". "لا تعتقدوا أن السياسة مجرد كلام، السياسة أخلاق ومبادئ وسلوك في هذه الحياة"، يخاطب بنكيران جموع الحاضرين من أعضاء حزبه لذكرى الخطيب، مشيرا في هذا السياق "مخطئ من ظن أنه بسبب برعاته في الكلام وحيازته السبق في السب والشتم سوف يفلح في السياسة"، قبل أن يضيف أن "الاختلاف مسألة عادية، ولكن رغم الاختلاف لا بد أن نبقى أوفياء لعهودنا ومبادئنا وأخلاقنا، لا أن يؤدي الاختلاف إلى التنازع الذي ينتج عنه التشرذم وقتها سنكون هباء منثورا"، على حد تعبير الامين العام لحزب المصباح.