في خطوة استفزازية جديدة، تسلم الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون أوراق اعتماد عبد القادر الطالب، القيادي الانفصالي في جبهة البوليساريو، ك"سفير مفوض فوق العادة" للجمهورية الوهمية. ويثير توقيت استقبال تبون لممثل البوليساريو بالجزائر الكثير من الأسئلة، خصوصا أن القيادي الانفصالي عبد القادر الطالب كان قد جرى "تعيينه في هذا المنصب" خلال سنة 2018. واعتبر مصطفى ولد سلمى، القيادي السابق في جبهة البوليساريو، أن اعتماد النظام الجزائري اليوم "سفير البوليساريو" بشكل رسمي، بعد ثلاث سنوات وأزيد من أربعة أشهر من مزاولة مهامه ك"سفير" الجبهة بالجزائر، "ليس بريئا، خاصة أنه يأتي أياما بعد إعلان الجزائر ترسيم حدودها مع "الجمهورية الصحراوية"، وفي وقت بلغت فيه درجة التوتر قمتها بين الجزائر والمغرب". وأوضح الناشط الصحراوي، تعليقا على هذا الاستقبال المثير، أن اعتماد الجزائر اليوم "لسفير البوليساريو بشكل رسمي وتقديم أوراقه للرئيس الجزائري هو سابقة لم تحدث في الجزائر من قبل"، مشيرا إلى أن البوليساريو كانت تعين "سفيرها" في الجزائر ويمارس مهامه بشكل اعتيادي دون أن يتسلم الرئيس الجزائري أوراق اعتماده. وذهب المتحدث ذاته إلى أن استقبال تبون للقيادي الانفصالي "لا ينبغي أن ينظر إليه كحدث عابر إذا ما أخذنا في الاعتبار التطورات على الأرض والتوتر المتصاعد بين الجزائر والمغرب". ومرت الجزائر، منذ أيام، إلى السرعة القصوى في إذكاء العداء تجاه المملكة المغربية؛ فقد عمدت، في خطوة استفزازية، إلى ترسيم الحدود بين الجزائر و"الجمهورية الوهمية" الموجودة فوق التراب الجزائري بولاية تندوف. وتشهد العلاقات المغربية الجزائرية توتراً جديداً بسبب إعلان السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأممالمتحدة دعم الرباط لمطلب استقلال منطقة القبائل، وهو ما دفع الجزائر إلى سحب سفيرها للتشاور وشن حملة إعلامية وسياسية ضد المغرب. وما أثار سعار الجانب الجزائري هو عدم رد الرباط على تصريحات وبيانات وزارة الخارجية الجزائرية، إذ تفضل الدبلوماسية المغربية العمل في الميدان عوض الدخول في "حرب التصريحات والتصريحات المضادة". ونشب هذا التوتر الجديد بعد رد عمر هلال، السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأممالمتحدة، بشكل مفصل، على التدخل الاستفزازي لرمطان لعمامرة، وزير الخارجية الجزائري الجديد، خلال المناقشة الوزارية العامة في اجتماع حركة عدم الانحياز الذي عقد بشكل افتراضي يومي 13 و14 يوليوز الجاري. وخلص الممثل الدائم للمملكة لدى الأممالمتحدة إلى القول بأن الوزير الجزائري، الذي "يقف كمدافع قوي عن حق تقرير المصير، ينكر هذا الحق نفسه لشعب القبائل، أحد أقدم الشعوب في إفريقيا، والذي يعاني من أطول احتلال أجنبي"، مضيفا أن تقرير المصير "ليس مبدأً مزاجيا. ولهذا السبب، يستحق شعب القبائل الشجاع، أكثر من أي شعب آخر، التمتع الكامل بحق تقرير المصير".