في أول رد فعل رسمي له على الدعوة التي تلقاها حزب التجمع الوطني للأحرار، رسميا من عبد الإله بنكيران، للمشاركة في الحكومة التي يرأسها، خلال اللقاء الذي جمعها أمس الاثنين بالرباط، قال صلاح الدين مزوار رئيس حزب الحمامة، إن "رئيس الحكومة عبر عن رغبته في مساهمة حزب التجمع الوطني للأحرار في تشكيل أغلبية حكومية جديدة". وذكر بلاغ للمكتب السياسي للحزب توصلت به هسبريس، أنه "بعد تقديمه وجهة نظر الحزب في الأوضاع التي تمر منها البلاد حاليا، أخبر صلاح الدين مزوار مضيفه رئيس الحكومة، أنه سيعرض الأمر على الأجهزة التقريرية للحزب حتى تتخذ ما تراه ملائما"، مؤكدا أنه "بعد دراسة المكتب للعرض من كافة جوانبه على وضوء المستجدات التي تعرفها الساحة الوطنية والإقليمية، قرر دعوة الأجهزة التقريرية للانعقاد في أقرب الآجال". وحسب مصدر من داخل المكتب السياسي للحزب فإن قيادة الحزب ستطالب في حال التحاقه بالحكومة المغربية في نسختها الثانية بمراجعة الحكومة لبرنامجها الحكومي، وأولوياتها مشددا على ضرورة القيام بإجراءات مستعجلة لإخراج البلاد من الأزمة الاقتصادية التي تمر منها وخصوصا الشق المرتبط بالمعيش اليومي للمواطنين. وذكر ذات المصدر أن قيادة الحزب جددت الثقة في رئيس الحزب صلاح الدين مزوار لإتمام مهمة التفاوض مع رئيس الحكومة، مؤكدا "أن الذي يهم الحزب في هذه المرحلة ليس عدد الحقائب التي سيشارك بها بقدر ما يسعى إلى تحالف حكومي مبني على صناعة السياسة العمومية". وأوضح ذات المصدر أن قيادة الحزب أكدت على الرئيس مزوار بضرورة قيادة المفاوضات النهائية على أساس سياسي وليس انطلاقا من عدد الحقائب. من جهة ثانية كشف ذات المصدر أن مزوار فجر مفاجأة كبرى في وجه قيادته عندما أكد لهم أن رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران وبعد البحث والتقصي في تعويضاته السابقة عندما كان وزيرا للاقتصاد والمالية، "اعتبرها تعويضات قانونية"، مضيفا أن "بنكيران لم يكن راضيا على التصريحات والاتهامات التي أطلقتها قيادات من حزب العدالة والتنمية في حق مزورا وعلى رأسهم البرلماني عبد العزيز أفتاتي"، وفي هذا الاتجاه شدد مزوار في لقائه مع رئيس الحكومة على ضرورة طي صفحة الاتهامات. جدير بالذكر أن اللقاء الذي دام لقرابة ثلاث ساعات بالمقر المركزي للحزب بحي الرياض، حضره أغلب أعضاء المكتب السياسي وعلى رأسهم ووزراء الحزب السابقين وفي مقدمتهم منصف بلخياط ونوال المتوكل وأمينة بن خضرة ومحمد أوجار ورئيسي فريقي الحزب بالنواب والمستشارين.