يحز في النفس أن نسمع أو نقرأما يضر بالأمة الإسلاميةالمغربيةويستفزها في مشاعرها من خلال بعض الاجتهادات الفرديةدون اللجوء إلى المجمع العلميواستشارة العلماء والفقهاء قبل اتخاذ أي خطوة قد تشهر اللوم والاستخفاف بمن وضعها. "" فالدورية التي تحمل رقم 120 والموقعة من قبل المندوب العام لإدارة السجون وإعادة الندماج كان الغرض منها النيل من حجاب الموظفات وجعلهن يخترن بين الحجاب أو الوظيف وليس المسألة تتعلق بالزي الرسمي لموظفي إدارة السجون حسب الرأي. إن المغربيات مقتنعات تماما بأن الثقافة المغربية وخاصة مسألة الحجاب لم تكن يوما " قضية " في البلاد ولكن المبادرات الشخصية قد تدفع بها لتصبح قضية كما هو الحال في دول أخرى. المندوب العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج ليس مسؤولا عن الحقل الدينيوالأمر هنا يبقى للملك محمد السادس باعتباره أمير المؤمنين والمخول الوحيد للفتوى , فالمذكرة أو الدورية التي جابت مكاتب مدراء السجون نزلت بحجم الفتوى والإكراه فماذا لو ركز السيد بن هاشم على ما يجري داخل السجون من إمتيازات واستعان بذوي الخبرة في المجال لسد ثقبتجارة المخدرات ومشتقاتها وحماية المساجين من الفاحشة ودعارة الجنس والاغتصاب والرشوة التي كانت السبب في هروب العديد من المعتقلين. فالصحفي حرمة الله ( جريدة الوطن الآن ) لما شرف سجن عكاشة لم يكن سارقا ولا مجرما خطيرا ولا إرهابيا فقد دخل السجن وهو صحفي رغم التهمة المنسوبة إليه جعلته أن يزكي ما يردده الشارع المغربي عن السجون ومشاكلها وبالرجوع إلى الحوار ستجدون ما يندى له الجبين . السيد حفيظ بن هاشم أنتم أدرى بأن الحجاب ليس منديلا فحسب وخاصة أنكم من أسرة عريقة محافظة شريفة ولم يكن يوما في حياتكم العملية ومسؤولياتكم التي تحملتموها في البلد لم يصدر عنكم مثل هذه الدوريات رغم حساسية المواقع وكنتم أقرب الناس للقلب . لسنا في مصر حتى يطلع وزير الثقافة ليعتبر الحجاب تخلفا , ولسنا في تونس لتجريم الحجاب فتاريخ المغرب والمغاربة مشهود له بالإسلام الطاهر النقي العفيف المتسامح المالكي الوسطي ولم يكن الحجاب يوما قضية بين الشعب المغربي. السيد المندوب العام حفيظ بن هاشم , ربما كانت الدورية تؤكد على ضرورة الزي الرسمي للموظفين والموظفات وهذا أمر لابد منه إحتراما لمؤسسة السجون وإعطاءها التقدير والإحترام والهبة لكن التشديد على نزع المنديل كما سميتموه سابقا يعني الشيء الكثير وإثارته خلال الدورية يعتبر مسا لحرية الفرد الدينية ( الإسلام ) وما استنكار للموظفات إلا دليل على تمسكهن بالحجاب وحسب بعض المعطيات أن نسبة كبيرة من الموظفات يجمعن توقيعاتهن من أجل التحكيم الملكي خاصة في هذا الشهر المبارك ليعطي أمير المؤمنين قراره بهذا الخصوص.