حتى أكون عادلا في ما أقول , راه ما كاين لا يمين ولا يسار . هناك لعبة سياسية تدور أطوارها حفاظا على سير المؤسسات مقابل الدعم المالي للأحزاب المغربية والكراسي بمناصبها الحساسة وإلا ما تعجرف علينا كثير من الوزراء والبرلمانيين وغيرهم من المنتخبين الجماعيين ونصبوا أنفسهم الوطنيون في هذا البلد مرة باسم النضال ومرة باسم المقاومة ومرة باسم الولاء للملك على أساس أنهم ملكيون وأوفياء للعرش وتبقى البقعة الشريفة المملكة المغربية لهم لا لغيرهم فهم من يستفيذ من خيرات البلاد وهم أصحاب المشاريع الكبرى وهم من الأعيان وهم السلطة والنفوذ وتركوا للشعب أن يصوت يوم الإقتراع مع تمكينه من البطاقة الوطنية الله الله على ديمقراطية (...). عشنا مع الحكومات السالفة , ولم نر منها غير الريع الحقيقي في شتى المجالات , فكلما صعدت حكومة إلا وتظاهر وزراءها بالكمال وحسن نية التدبير والخرجات الإعلامية التي لا تمت أي صلة بالواقع المعيش والمعاش وأثناء ولايتها يزداد الفقير فقرا والغني غنى والتكتم على ناهبي أموال الشعب , فكانت الحكومات السالفة من تسببت في تفريخ الأزمات التي نعيشها اليوم ولا يمكن لعاقل أن يعلقها على حكومة بنكيران أو أي حكومة قادمة . فلماذا سكتت وضربت الطم " المعارضة " والشعب يقهر بارتفاع الأسعار مهمشا منسيا لا يحق له إعلاء صوته وإلا كتبت ضده تقارير مغلوطة وأصبح مشبوها لدى السلطة ومهددا من قبل مقدم الحومة والشيخ ... فما قامت به المعارضة , أيام " شهداء كوميرا " كان منتظرا حيث دفعت ببعض نقاباتها للتمرد كفرصة لكسب الإنتخابات والصعود على ظهر الشعب من شغيلة ويد عاملة وطلبة الذين نزلوا إلى الشارع من أجل التظاهر خارج القانون فكان الشغب سيد الموقف اطاحت يد الغدر في الطاس مما دفع ادريس البصري ضرب سياسة المعارضة التي أبت أن تخرج للشارع لتقايض الدولة وليس لخدمة المصالح العليا للبلاد والعباد وهذه هي الحقيقة بدلا من تاريخ مزور تحت شعار النضال أو الانتقال الديمقراطي (...) فأي انتقال ووزير كان معارضا ( إشتراكيا ) يرفض ترسيم الأعوان ويزيد في رواتب البرلمانيين ويعيد الإستعمار بعد خروجه من خلال الخوصصة ويأتي وزير من اليمين ليبيع أصول الدولة ويواصل جلب القروض بدلا من وضع سياسة اقتصادية تخضع للإكتفاء الذاتي وفي نفس الوقت يسمح بتبدير المال العام للمهرجانات والبرامج التلفزيونية الساقطة الهزيلة ودعم الأحزاب وجرائدها رغم أن ملك البلاد يؤكد من خلال المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على أن الأزمة حاضرة وقريبة من السكتة القلبية (...) بعد الدستور الجديد وكلمة الشعب الفصل , اختارت أحزاب أن تكون في المعارضة ليس لأنها مدرسة سياسية وغير مستعدة للمشاركة في الحكومة الجديدة التي ستتسلم إرثا ثقيلا من الملفات العالقة ناهيك الأزمة الإقتصادية العالمية وتاثيرها على البلاد بحكم العلاقات . فقد تموقعت – الأحزاب - في المعارضة ضد الحزب الذي خرج من صناديق الإقتراع واحتل المرتبة الأولى بدون منازع وتناست هذه الأحزاب بأن الشعب المغربي واعي بما يجري وبما أقدمت عليه مما جعل الشارع المغربي يسجل عليها نقطة سلبية ستظهر خلال الإستحقاقات القادمة فأي معارضة تتحدثون عنها وعليها في الوقت الذي كان لزاما على من له الرغبة في اجتياز مرحلة الإنتخابات أن يشارك في الحكومة لخدمة الصالح العام وأن يضرب المزايدات والحسابات السياسية الضيقة من أجل تجاوز الأزمات والوقوف جنبا للسياسة الرشيدة التي تتحقق من خلال المشاريع الكبرى . إنه من العار أن يقف اليوم وزير سابق في حكومة فاشلة لينتقذ الحكومة الحالية التي لم تنته ولايتها , وليس من حق أي وزير سابق أن يدلي برأيه ما دام أنه كان عاجزا ومقصرا في ولايته والحكمة لا تؤخذ من أفواه الكسالى وهذا ما تعلمناه في مدارسنا وتربيتنا وخصوصيتنا وثقافتنا بما فيها الدينية . المعارضة التي تطالب اليوم بانتخابات سابقة لأوانها , لم تستوعب الدرس السياسي لأنها لن تبرح باب اليسر خاصة في هذه الآونة والشعب يدعم الحكومة الحالية ويرى فيها المتنفس الذي سيحقق آمال الشعب المغربي بمعنى لو أجريت انتخابات سابقة لأوانها سيفوز حزب العدالة والتنمية من جديد وسنكون في وضع حرج أمام خسارة المال العام المسخر للإنتخابات (...) فالتكثلات لن تفيد في شيء لكونها تحافظ على بعض وجوه الذل والعار والمنبوذة لدى الشارع المغربي ولكونها فاقدة الأهلية السياسية وثقة الشعب بعدما حظيت سابقا بتدبير الشأن العام وفشلت في تحقيق مطالب الجماهير . فمن الواجب على الأحزاب التي لم تشارك في أي حكومة وأخص بالذكر حزب الأصالة والمعاصرة أن ينخرط في الحكومة الحالية خاصة بعد انسحاب حزب الإستقلال الذي نسف ماضي الحزب النضالي أمام شباب متعطش للتجديد (...) فالأصالة والمعاصرة لها حظوظ كبيرة وعليه أن يعيد ترتيب أوراقه قبل خوض غمار انتخابات قد لا تفيده في شيء وربما الرسالة وصلت ...