نظم مختبر البحث العلمي والتربوي في العالم المتوسطي معرضا لكتب ومؤلفات الأساتذة المكونين بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين فاس- مكناس، وذلك "بالنظر إلى الدور الريادي الذي تلعبه المراكز الجهوية للتربية والتكوين في مجال البحث العلمي والتربوي، واعتبارا للكم الهائل من المؤلفات والكتب للأساتذة المكونين منها ما حاز تقديرات وجوائز وطنية ودولية، وسعيا إلى تجاوز العمل الفردي والمنعزل، وإيمانا بضرورة تكثيف التواصل وترسيخ الدينامية الفعالة". وانطلقت فعاليات المعرض يوم الثلاثاء الماضي، حيث ترأس حفل الافتتاح محمد الأزمي الحسني المدير الجهوي، والذي أشاد بالأدوار التي يضطلع بها الأستاذات والأساتذة المكونون في مجال تأهيل أطر التدريس وأطر الإدارة التربوية وأطر الدعم التربوي، وكذا في مجال البحث العلمي والتربوي، كما عبّر عن استعداده لدعم مثل هذه التظاهرات التي تبرز إشعاع المركز وريادته. وعرف المعرض في نسخته الأولى مشاركة أكثر من خمسين أستاذا مكونا وأستاذة، بما يزيد عن مئتي كتاب، شملت مختلف أصناف المعرفة من نقد أدبي ولسانيات وتاريخ وجغرافيا ودراسات إسلامية وإبداعات أدبية وترجمات وكتب فكرية ودراسات تربوية ومدرسية وغيرها، فضلا عن كم هائل من المقالات المنشورة في مجلات وطنية ودولية. ووضع المنظمون ثلاثة عشر عددا من المجلات الثلاث التي يصدرها المركز وفروعه (6 أعداد من مجلة أقواس الصادرة عن فرع صفرو، و4 من مجلة آفاق للتربية والتكوين الصادرة عن فرع مكناس، و3 أعداد من مجلة أقواس الصادرة عن مركز فاس) والكتب التي أنجزتها فرق البحث المنضوية تحت مختبرات البحث المنتمية للمركز (أزيد من سبعة عشر كتابا، احتل بعضها المراتب الأولى على المستوى الوطني) رهن إشارة الزوار. وواكب المعرض عدد من الأنشطة الثقافية، توزعت بين ورشة أطرها محمد التهامي العماري لفائدة المتدربات والمتدربين حول "كيف أؤلف كتابي الأول وأنشره"، توخت إطلاعهم على المسيرة التي يقطعها الكتاب منذ أن يكون فكرة إلى أن يخرج للقارئ، وبين تقديم ستة كتب حديثة الصدور، فيما قدم المصطفى المودني كتاب "الرواية الشعرية العربية" للدكتور محمد أدادا، بينما قدم محمد العلمي كتاب الدكتور حسن بوكبير "مقدمات مفهومية ومنهاجية لمدارسة القرآن وتدبره". وقُدِّم بعد ذلك كتابان، أولهما هو "رسالة التربية في القرآن الكريم" للدكتور عبد الكامل أوزال، قدمه عز الدين النملي، وقدم محمد الصيفي كتاب "مدارات علوم التربية" للدكتور المصطفى المودني؛ ومن الكتب التي جرى تقديمها أيضا كتاب "الاستعارة في الرواية" للدكتور عبد الرحيم وهابي، وهو كتاب فائز بجائزة كتارا، قدمه أحمد واحميد من جامعة ابن طفيل بالقنيطرة، بينما قدم محمد أدادا كتاب "سيميائيات المسرح" للدكتور محمد التهامي العماري. ومن جملة الأنشطة التي شهدها معرض الكتاب أيضا أمسية شعرية أحياها كل من الشاعر رشيد احجيرة، الذي قرأ قصائد نظمها حديثا، كما قرأ محمد زيدان قصائد طريفة باللهجة العامية من كتابه الذي سيصدر قريبا، والذي جمع فيه عددا من القصائد التي نظمها سجناء الحق العام خلال اعتقالهم، وهي قصائد تعالج قضايا إنسانية واجتماعية مرتبطة بواقع السجين ومعاناته. يشار إلى أن المعرض شكل تجربة غنية، وفرصة تعرف فيها المتدربون والأساتذة المكونون على ما يزخر به المركز من طاقات ومؤهلات، ومناسبة احتكت فيها الأطر المتدربة، سواء في سلك الإدارة أو في سلك تأهيل المدرسين بالتنشيط الثقافي، والتحديات التي يطرحها تنظيم تظاهرة ثقافية وتربوية في المؤسسات التي سيلتحقون بها بعد تخرجهم. وأسدل المنظمون الستار على الدورة الأولى، ضاربين موعدا للقاء في دورة ثانية السنة المقبلة، آملين أن تكون دورة أوسع، تستوعب إنتاجات الأستاذات والأساتذة المكونين في كافة المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين.