عقد من الزمن تطويه المؤسسة الوطنية للمتاحف، بعد عروض بارزة زارت فيها المغربَ أعمالُ فنانين بارزين مثل فان غوخ، وماتيس، وبيكاسو، والجيلالي الغرباوي، وجياكوميتي، وغويا، وكلود موني، وأعيد فيها تأهيل متاحف، وافتتاح أخرى جديدة، من المرتقب أن تضاف إليها ستٌّ، ستفتح أبوابها في سنة 2021 الجارية. واحتفلت المؤسسة الوطنية للمتاحف، اليوم الثلاثاء، بسنوات تأسيسها العشر بمبنى متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر، كاشفة هويتها البصرية الجديدة وعارضة حصيلتها ومشاريعها المستقبلية. وشهد الحفل توقيع شراكة مع وزارة السياحة، كما عرف الإعلان عن شراكة مع الوزارتين الوصيتين على قطاعي التعليم والثقافة، صارت زيارة المتاحف برسمها مجانية بالنسبة للجسم التعليمي. كما أعلنت خلال النشاط نفسه مجانية زيارة جميع المتاحف بالمملكة خلال الأسبوع الجاري. ومن المرتقب أن تفتح خلال السنة الجارية أبواب 6 متاحف، هي: "دار الجامعي" و"برج بلقاري" بمكناس، و"باب العقلة" بتطوان، ومتحف ساحة جامع الفنا بمراكش، ومتحف الأوداية بالرباط، ومتحف فنون الإسلام بفاس. وعن اختتام العقد الأول من عمر المؤسسة، قال رئيسها المهدي قطبي إنه "منعطف تاريخي يفتح باب عهد جديد من عملها"، وهو "ما لم يكن من الممكن أن يتحقق" لولا إرادة الملك محمد السادس واهتمامه بالثقافة. ومن بين أبرز الرسائل التي تحملها مقاومة الثقافة خلال "الأوقات الشديدة التي طبعتها الجائحة"، كون "الثقافة ضرورية وليست كمالية"، وفق الفنان التشكيلي رئيس ال"إف إن إم". وأبرز قطبي أن المؤسسة قد انفتحت، منذ التأسيس الملكي لها، على العالم والحضارات، وربطت "بين تراثنا والأجيال القادمة"، وفتحت متاحف بالجهات الأربع. وشكر رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف عددا من المؤسسات، والأشخاص، من مساعدين ومتبرعين وشركاء، "ساهموا في نجاح مهمتها"، من بينهم الوزير الأول الأسبق الراحل عبد الرحمن اليوسفي، الذي تبرع وزوجته بممتلكاتهما للمؤسسة، والخليل بلغنش الذي جدد تبرعه بعشرات الأعمال الفنية البارزة بمناسبة إطفاء المؤسسة شمعتها العاشرة. ومن أبرز ما أعلن عنه قطبي، في حفل المؤسسة الوطنية للمتاحف، تجديد برمجة معرض "دولاكروا"، الذي كان قد أعلن تنظيمه قبل مستجد انتشار جائحة "كورونا"، وإعداد متاحف أخرى قرب مبنى متحف محمد السادس ل"يكون هذا المكان قلب المغرب، قلب الثقافة". وفي مشاركات عرضت بالاحتفال، تحدث جاك لانغ، رئيس معهد العالم العربي بباريس وزير الثقافة الفرنسي سابقا، عن "الاستثناء الثقافي" الذي يشكله المغرب، بفضل "شغف الملك محمد السادس بالفن والثقافة". وتطرق الشاعر محمد بنيس لدور المؤسسة في تجديد المتاحف وخلق أخرى جديدة، وعرض أعمال ذات قيمة، موردا أنها "تأتي بالكثير لتحديث الثقافة المغربية". من جهته، كشف عبد العزيز الإدريسي، مدير متحف محمد السادس، أن المؤسسة المشرفة على المتاحف مقبلة على فتح متحف للثقافة اليهودية المغربية بفاس، ومتاحف بوجدة والعرائش والعيون. وذكر الإدريسي أن معارض المؤسسة 22 قد انفتحت على المتوسط، وإفريقيا، والخصوصيات الفنية للمشهد الإبداعي المغربي، وقال إنها تشجع البحث العلمي في الفنون الجميلة، وتسهم في النقاش حولها، بنشرها 15 كتابا جميلا، فضلا عن زيادة رصيد أعمالها، والاشتغال في سبيل "جعل الثقافة رافعة سوسيو-اقتصادية". وكشف مدير متحف محمد السادس أن المبنى المقابل للمتحف ستدبره المؤسسة الوطنية للمتاحف، وسيصير فضاء للثقافة والعرض والتكوين. وسجل الإدريسي أن مقصد عمل المؤسسة الوطنية للمتاحف خلال السنوات العشر الماضية، كان هو "دمقرطة الثقافة، والإسهام في معرفة التراث الفني". وفي كلمة ألقيت بالنيابة بسبب الأمر الملكي بعدم ظهور وزراء الحكومة الحالية في التلفزيون العمومي مع اقتراب الانتخابات المرتقبة في الشهور المقبلة، تحدث محمد الحجوي، الأمين العام للحكومة، عن استطاعة المؤسسة الوطنية للمتاحف خلق "انبعاث ثقافي وفني منقطع النظير"، و"إغناء الرصيد المتحفي الوطني"، مع "الإسهام في ضمان إشعاع فنون المملكة وتراثها عالميا". وتطرق الأمين العام للحكومة لصدور القانونين الجديدين الخاصين بالمتاحف والمؤسسة الوطنية للمتاحف في الجريدة الرسمية، مبرزا أهميتهما في تمييز المتاحف، ودعمها، والحرص على حكامتها. وشهد افتتاح الاحتفال بالعيد العاشر لميلاد المؤسسة الوطنية للمتاحف، زيارة للاطلاع على الأعمال التي من المرتقب عرضها في المعرض المقبل لمتحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر، الذي يتضمن أعمال فنانين مغاربة اقتنيت خلال فترة "كوفيد-19′′، قصد "تشجيع مشهد فني جديد يحمله الشباب".