تخوض مربيات التعليم الأولي بالمديريّتين الإقليميتين بالرباط والصخيرات – تمارة إضرابا عن العمل اليوم الأربعاء وغدا الخميس، احتجاجا على ما أسماه المكتب الإقليمي لمربيات ومربي التعليم الأولي، المنضوي تحت لواء الجامعة الوطنية للتعليم – التوجه الديمقراطي، "الاستغلال الفاضح لمربيات التعليم الأولي من طرف المديرية الإقليمية من خلال سرقة أجورهن لهذا الموسم الدراسي". وشهدت الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين جهة الرباطسلاالقنيطرة، صباح الأربعاء، وقفة احتجاجية منعتها السلطات بسبب حالة الطوارئ الصحية الراهنة المعلنة بسبب تفشي جائحة "كورونا". وحول هذا المنع، علق محمد الشوهة، الكاتب الإقليمي للجامعة الوطنية للتعليم التوجه الديمقراطي – فرع الرباط، قائلا: "نستنكر هذه الممارسات. كان يجب فتح باب الحوار والاستماع وتحقيق مطالب هذه الفئة التي ليست من هواة الاحتجاج، ومن الأكيد أن مكانها الطبيعي هو الأقسام إلى جانب فلذات أكبادنا". ويضيف الكاتب الإقليمي في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية: "يأتي هذا الإضراب عن العمل، والوقفة، احتجاجا من طرف المربيات على عدم صرف منحهن، ومستحقاتهن، وأجورهن الهزيلة، رغم اشتغالهن موسما كاملا منذ شهر شتنبر من السنة الماضية 2020 دون أن يتوصّلن إلا بخمسة وعشرين في المائة من المبلغ الإجمالي الذي يجب أن يتلقّينه". ويأتي هذا، وفق المصرح، في ظل "وضعية مربيات التعليم الأولي الهشة في علاقتهن بجمعيات التعليم الأولي؛ إذ إن أغلب المربيات لا يتم احترام بنود عقدتهن مع الجمعيات، خاصة في شق مقتضيات مدونة الشغل، مثل التصريح لدى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، والعطلة الأسبوعية...". ويشدد المتحدث ذاته على أن "التعليم الأولي هو عماد منظومة التربية والتكوين"، ويضيف: "الاهتمام بالأبناء الصغار بين 4 سنوات و6 سنوات الذي تقوم به هذه الفئة يستوجب الاهتمام بها ماديا ونفسيا ومعنويا ومهنيا؛ وبالتالي تستنكر الجامعة الوطنية للتعليم – التوجه الديمقراطي الوضع الراهن، وتطالب الوزارة الوصية على القطاع بالتدخل لحل هذا الملف بشكل آني من خلال صرف مستحقات المربيات وأجورهن، والاهتمام بوضعيتهن القانونية، مع استحضار المطلب الإستراتيجي، الذي هو إدماجهن في الوظيفة العمومية، أو من خلال عقد مثل الإطارات الأخرى". ويزيد المصرح: "نطالب وزارة التربية الوطنية، والأكاديميات، والمديريات الإقليمية على مستوى جهة الرباط – سلا – القنيطرة بأن تفتح باب الحوار، وألا تنهج سياسة الآذان الصماء والهروب إلى الأمام؛ لأن هذا لا يخدم منظومة التربية والتكوين، خاصة ونحن نعيش نهاية هذا الموسم الدراسي الذي نأمل أن يكون موسما دراسيا ناجحا". وجوابا عن سؤال التصعيد المبرمج في حال عدم الاستجابة لمطالب مربيات التعليم الأولي، يقول الكاتب الإقليمي للجامعة الوطنية للتعليم التوجه الديمقراطي: "إذا لم يكن هناك تفاعل إيجابي وجدي مع مطالب هذه الفئة، خاصة صرف المنح والمستحقات، بالتأكيد ستكون لنا برامج نضالية أكثر تصعيدا في نهاية هذا الموسم الدراسي، أو بداية الموسم المقبل"، قبل أن يختم تصريحه بالتعبير عن أمله في "حل هذا المشكل في إطار توجهات الدولة الكبرى التي تقول في شعاراتها إنها تولي أهمية لقطاع التعليم الأولي".