احتلت الأحداث السياسية في مصر صدارة الصحف الأمريكية الصادرة، اليوم الإثنين، والتي اتفقت جميعها على أن إدارة الرئيس المصري محمد مرسي تفاجأت بشأن مظاهرات 30 يونيو، والتي اندلعت بكافة المحافظات، أمس الأحد، معتبرة أن حجم المظاهرات تجاوز الاحتجاجات التي أطاحت بنظام حسني مبارك في 25 يناير 2011، متسائلة عن إمكانية تمكّن هذه الحشود من الإطاحة بمرسي كما فعلت الأقل منها حشدًا مع النظام السابق. فمن جانبها، قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن "حجم مظاهرات المعارضة أمس، بعد عام واحد فقط من الحشود في نفس الميدان (ميدان التحرير)، تجاوزت حجم الاحتجاجات الحاشدة في الأيام الأخيرة للثورة التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك في 2011". وأضافت الصحيفة، في عددها الصادر اليوم، أنه "في اللحظة التي مازال الرئيس يكافح للسيطرة على البيروقراطية والبدء في بناء الدعم الشعبي للإصلاحات الاقتصادية "التي وصفتها الصحيفة ب"الفاجعة" أثارت المظاهرات "عقبات جديدة أمام قدرته على قيادة البلاد وكذلك أثارت استفسارات جديدة حول مسار مصر نحو الاستقرار". ووصفت الصحيفة إدارة مرسي بأنها "تفاجأت" بشأن المظاهرات، حيث نقلت عن المتحدث باسم الرئاسة المصرية عمر عامر قوله في مؤتمر صحفي بالأمس: "هناك مظاهرات، هذه حقيقة، لا نقلل من حجم المظاهرات ولا نقلل من حجم المطالب". الرؤية نفسها طرحتها صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، اليوم، حيث قالت إن "مظاهرات الأمس ظلت سلمية إلى حد كبير، على الرغم ما أسمته بالمناوشات في العاصمة القاهرة وفي مختلف أنحاء البلاد، واستطاعت أن تعزز الثقة بين أولئك الذين يسعون للإطاحة بمرسي". ومن جانبها، ركّزت مجلة "تايم" الأمريكية، هي الأخرى، على حشود المعارضة أمس، حيث قالت إن "معارضي مرسي من المتظاهرين يجب أن يكونوا سعداء بهذا الحشد، الذي ظهر في إقبال مئات الآلاف من المتظاهرين". وكررت التايم ما قالته "نيويورك تايمز" و"واشنطن بوست" بأنّ هذه الحشود قد تعادل وربما تجاوز واحدة من أزخم الاحتجاجات في الثورة ضد الرئيس السابق حسني مبارك بميدان التحرير. وعلّقت الصحيفة بأن "الحشود دفعت نسبة كبيرة من معارضي مرسي للتصديق حقًا بأن قوة حركة الناس سوف تنجح في إجبار مرسي على الرحيل من منصبه، وبسرعة نسبية". وعن مطلب المتظاهرين برحيل مرسي، قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن "العديد من المتظاهرين تعهّدوا بالبقاء في الشوارع (الاعتصام) لحين استقالة مرسي"، ونقلت عن المتظاهرين، قولهم بأن "هذا يجب أن يكون سهل نسبيًّا، فمنذ عامين ماضيين، أطاح المصريون برئيس (حسنة مبارك) أكثر قوة (من مرسي)، بالرغم من أنه كان يسيطر على دولة بوليسية مخيفة". وأضافت الصحيفة أن المعضلة أنه "ليس هناك آلية قانونية لعزل مرسي، لحين انتخاب برلمان جديد وهو المتوقع هذا العام، وحتى أن هناك بعض الانتقادات بشأن أن إجبار أول رئيس منتخب ديمقراطي من السلطة سيشكل سابقة لعدم الاستقرار في المستقبل". من جانبها، أجابت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية عن هذه التساؤلات من خلال ما نقلته عن متظاهرين بأنه "لا يعني رحيل مرسي أن يقوموا بطرد أي رئيس جديد للبلاد كل عام، لكنهم يريدون شخصًا يحقق شيئًا للبلاد". ونقلت الصحيفة عن إحدى المتظاهرات تدعى "سامية عوض" - التي اصطحبت صغارها للمظاهرة - قولها: "نحن نريد قائدًا يوفّر لنا حياة كريمة، حيث يمضي بالبلاد قدمًا، وهذا لا يعني أننا سنقوم بطرد أي رئيس جديد كل عام، فلو جاء شخص، وفعل شيئًا لهذا البلد، نحن سوف ندعمه، نحن نريد الأمان، ولا نريد هذه الفوضى التي نعيش فيها". واحتشد مئات الآلاف من معارضي الرئيس المصري محمد مرسي الذي ينتمي لجماعة الإخوان، أمس، بميدان التحرير ومحيط قصر الاتحادية الرئاسي (شرقي القاهرة) وعدد من المحافظات المختلفة، للمطالبة برحيل الرئيس المصري وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة. وأمهلت حركة تمرد، الداعية لهذه المظاهرات، الرئيس مرسي حتى مساء غدٍ الثلاثاء للرحيل، وإلا ستدعو لعصيان مدني شامل، بحسب بيان للحركة. وبالتوازي مع تلك الحشود، أمس، تركّز قرابة 150 ألف من مؤيدي الرئيس المصري المنتمين للتيارات الإسلامية في ميدان رابعة العدوية، شرقي القاهرة. ويخشى المصريون أن تتحول مظاهرات المؤيدين والمعارضين إلى أحداث عنف واسعة جراء حالة الاستقطاب الحادة التي تسود الساحة السياسية، خاصة أن قوى إسلامية مازالت تعتصم دفاعًا عن شرعية الرئيس. وأعلن يحيى موسى، المتحدث باسم وزارة الصحة المصرية، في بيان حصل مراسل الأناضول على نسخة منه، أن عدد القتلى في الاشتباكات بين المؤيدين والمعارضين لمرسي منذ أمس وحتى ظهر اليوم بلغ 16 حالة وفاة، بالإضافة إلى إصابة 781 آخرين.