عاشت المنطقة الحدودية الفاصلة بين مدينة مليلية المحتلة وباقي التراب الوطني، الليلة الماضية، حالة استنفار قصوى بعد إقدام المئات من الأشخاص على اقتحام السياج الحدودي في محاولة للوصول إلى داخل الثغر الخاضع للسيادة الإسبانية. وتواجد في مناطق باريو تشينو (الحي الصيني) وماريواري وفرخانة التابعة لإقليم الناظور، لمدة طويلة من يوم أمس، عدد من الشباب الذين ظلوا منتظرين حلول الظلام للقفز فوق السياج الحدودي. وتمكن 30 شخصا في الحصيلة النهائية، حسب وسائل إعلام إسبانية، من اقتحام السياج والوصول إلى داخل المدينة؛ فيما استنفرت السلطات الإسبانية مختلف أجهزتها، ومنها عناصر الجيش، لمنع تدفق المهاجرين طيلة الليل والساعات الأولى من صباح اليوم. وفي وقت لاحق، تدخلت عناصر القوات المساعدة، من الجانب المغربي، لثني الأعداد الغفيرة للمهاجرين المرابطين بالمناطق سالفة الذكر، ليدخل هؤلاء في مواجهة مع القوات المساعدة عبر الرشق بالحجارة. وقالت الحكومة المحلية لمليلية، حسب ما أورده الإعلام الإسباني، إن 30 شخصا الذين تمكنوا من دخول المدينة كلهم مغاربة وفي السن القانوني، وكلهم دخلوا عبر اقتحام السياج الحدودي في مناطق قريبة من فرخانة. وأضافت أن هؤلاء المهاجرين ستتم إعادتهم جميعا إلى بلادهم بمجرد اتخاذ كافة الإجراءات المناسبة، طالما أنهم ليسوا في السن القانوني للحماية الدولية. وأبرزت حكومة مليلية أن القوات والأجهزة الأمنية سجلت 6 محاولات للدخول عبر السياج الحدودي ما بين الساعة ال10 مساء من يوم الخميس إلى حدود حوالي الرابعة صباحا من يوم الجمعة، تم إجهاض أربع محاولات منها بعد تدخل الحرس المدني وشرطة مليلية وجهاز مكافحة التسلل. وفي السياق ذاته، أفاد مصدر هسبريس بأن العناصر الأمنية شددت المراقبة على ركاب سيارات الأجرة الكبيرة والحافلات المتنقلة على مستوى خطوط الناظور وبني أنصار و"باريو تشينو" وفرخانة، منذ الساعات الأولى من صباح اليوم، في سياق إجراءات أمنية مسبقة، لمنع تكرار سيناريو الليلة الماضية.