"حافلات مهترئة" تجوب أرجاء المملكة، في الأيام الماضية التي تلَت عيد الفطر، نظرا إلى الطلب الكبير على خدمة حافلات نقل المسافرين؛ الأمر الذي تحاول بعض الفعاليات المهنية استغلاله من أجل "الربح السريع"، على الرغم من غياب الصيانة الوقائية التي تمنح شروط السلامة والراحة للركاب. واضطر أغلب المسافرين إلى استعمال "حافلات الموت"، بفعل الاكتظاظ الشديد الذي تعرفه المحطات الطرقية، خاصة المتموقعة في المناطق الجنوبية، سعيا منهم إلى الالتحاق بمقرات العمل، في ظل نقص أعداد حافلات النقل الطرقي خلال فترة الذروة السنوية التي تتصادف مع الأعياد. وعانى المسافرون، كذلك، من غلاء أسعار تذاكر الحافلات العمومية خارج الشبابيك القانونية بالمحطات الطرقية، نتيجة المضاربات في الأسعار التي تفضي إلى ارتفاع تكلفة المواصلات، على الرغم من الضائقة المالية التي يواجهها المغاربة طيلة فترة تفشي الفيروس التاجي بالمملكة. وتحدث شمس الدين عبداتي، رئيس المنتدى المغربي للمستهلك، عن واقع النقل الطرقي بالقول: "الحافلات المهترئة تنشط في المناسبات، على الرغم من حالتها الميكانيكية المتدهورة"، ثم زاد بأن "المسؤولية تقع على وزارة التجهيز والنقل واللوجستيك والماء". وأضاف عبداتي، ضمن تصريح أدلى به لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "الوزارة سالفة الذكر تشرف على حملة الوقاية من حوادث السير؛ لكنها لا تُجفف منابع حوادث الطرق"، ليبرزَ أن "المراقبة ينبغي أن تبتدئ بالمحطة الطرقية التي تتوفر على مصالح تناط بها هذه المهمة". وأكد المتحدث أن "الجهات الوزارية التي تمنح الرخص لحافلات النقل العمومي عليها التأكد بشكل صارم من سلامة الآليات، ومدى التزام الشركة بالضوابط القانونية المعمول بها"، مشيرا كذلك إلى أن "التسابق على الزبناء يعد من أهم أسباب حوادث السير المميتة". ولاحظت هسبريس انتشارا كبيرا لهذه النوعية من الحافلات في المحطات الطرقية لمدن تنغير وورزازات وإنزكان وأكادير ومراكش؛ وهو ما يشكل خطرا على المسافرين، خاصة أن أعداد حوادث السير تتزايد في أوقات الأعياد والعطل والمناسبات الاجتماعية. ولم تعد بعض حافلات النقل الطرقي، وفق شهادات المسافرين، تلتزم بنسبة الملء القانونية المحددة من طرف وزارة التجهيز والنقل واللوجستيك والماء، بالإضافة إلى مخالفة بروتوكول المراقبة اليومية للمستخدمين وعدم تعزيز التهوية في مركبات النقل وتفادي ارتداء الكمامة طيلة مدة الرحلة. جدير بالذكر أن الوزارة الوصية على قطاع النقل قد أعدت، السنة الفارطة، دفتر تحملات لتنظيم أنشطة قطاع نقل المسافرين ويتضمن حزمة من الإجراءات لدعم المقاولات النقلية بغية الحد من تفشي فيروس "كوفيد-19′′؛ ما من شأنه ضمان سلامة وصحة الجميع.