أعلن إدريس لشكر، الكاتب الأوّل لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، عن الهوية الجديدة ل "حزب الوردة" بالقول: "نحن أصحاب الهوية الإسلامية التنويرية والعقلانية التي دشنها ابن رشد"، مشددا على أن "موازين القوى اختلت لصالح الخرافة والفكر الظلامي، لذلك وجب التصدي لها". وأكد لشكر، في كلمة له خلال المجلس الجهوي الموسع لتنظيمه بجهة مراكش تانسيفت اليوم السبت، على ضرورة مواجهة من وصفها ب"القوى الظلامية"، وذلك ب "تقوية المنظومة التعليمية من أجل أفاق منفتحة، وإعادة المفعول والآثار لتنظيماتنا من خلال استرجاع الصراع الصدامي". "مطروح علينا إعادة التوازن للحياة السياسية الذي اختل انتخابيا لصالح القوى المحافظة من خلال مافيات تشتغل على استغلال الحرمان بأسلوب دعوي خرافي ماضوي" يقول لشكر الذي أضاف أن المطلوب هو "بعث المشروع الاشتراكي الذي لا يمكن أن يكون إلا بالالتصاق بالجماهير الشعبية التي يعتبر الحزب الممثل الحقيقي لها ضد التيار المحافظ والقوى الظلامية، وذلك لخلق البديل لمواجهة الإسلام المزيف ديالهم" على حد تعبير الكاتب الاول للاتحاد. وعلاقة بالوحدة التي تم إعلانها، والتي جسدها حضور منتمين للحزبين العمالي والاشتراكي في أشغال ذات المجلس الجهوي، قال لشكر: "نحن اليوم مجتمعون لا مشتتون"، مضيفا: "نفتخر اليوم بهذه اللحظة، وهي مفخرة لنا أن نلتئم، ونعلنها للخصوم قبل الأصدقاء، إنها وحدة اتحادية لإعادة بناء الحزب في الجهة التي كانت جهة اتحادية ويسارية واحتضنت الألوية الأولى لليسار في المغرب.."، قبل أن ينبه: "صراعاتنا موجودة لأننا حزب قوي ولسنا كباقي الأحزاب، حيث أوقفنا منطق الترشيحات القبلية والمرشح الوحيد، لكن هذه الامانة طوقت أعناقا بأخلاق أصبح الشعب المغربي شاهدا عليها" يضيف لشكر. ودعا لشكر إلى "ضرورة تجاوز الحلقيات القاتلة، وتخطّي المحاباة والتناقضات الداخلية، وكل تأويل يتحدث عن الانشقاقات التي ليست سوى اختلافات لتقوية الجسم الاتحادي"، مردفا: "خرجنا من المؤتمر متفقين، واخترنا المعارضة، وليس هناك من الاتحاديين من يقول عكس ذلك". وخاطب لشكر قواعد حزبه بمراكش بالتأكيد أن "مهمتكم هي جعل قضية النساء في صلب الصراع الاجتماعي باعتبارها قاطرة للتنمية، وفتح المقرات والتنظيمات لكافة فئات الشعب المغربي وإيجاد الأجوبة الكافية له والخدمات وتقديم يد المساعدة لهم"، ..مؤكدا أن "الحزب القوي هو الحزب الواضح في اختياراته والاتحاد كان ولازال واضحا في عمله واختيارات والمطلوب اليوم هو بدل الجهد التنظيمي وأننا قادرون على ربح الرهان خلال انتخابات سنتي 2015 و2016".. مستدركا "كفانا جلدا للذات وكفانا من توجيه الضربات تحت الحزام وتجاوز الخلافات وحده سيضع الاتحاد على السكة الصحيحة". الكاتب الاول للاتحاد قال إن "الاتحاد هو الوحيد القادر على تدبير الاختلاف لكن عندما تلتقي إرادة الاتحاديين تصبح قادرة على مواجهة الصعاب"، مضيفا في سياق حديثه عن أسباب عدم مشاركة حزب الوردة في الحكومة الحالية، أوضح لشكر، "قلنا لا للمشاركة في حكومة يقودها حزب العدالة والتنمية حتى لا نساهم في خلط الأوراق"، قبل أن يؤكد أن خيار المعارضة نابع من منطق التناوب الذي يؤمن به الحزب.."ولا يعقل أن يستمر أي حزب في الحكومة 20 سنة، لأننا اخترنا منهج التناوب وسنسهام في مصلحة بلدانا كما ساهمنا في إخراج المغرب من السكنة القلبية". هذا ووجه لشكر انتقاداته للحكومة الحالية وعلى رأسها حزب العدالة والتنمية بالقول "هؤلاء ليس لهم نية لتطوير الديمقراطية وبعد عام ونصف وإلا يومنا هذا رأينا من الممارسة فقط التدخل في القضاء وسحب السلطة من رجال القضاء"، مستدلا على المشاكل التي تعانيه الحكومة من خلال "كل الأحزاب داخلها تشتكي من هيمنة هؤلاء"، في إشارة لحزب العدالة والتنمية. وأوضح نفس المتحدث في ذات الاتجاه أن "الإصلاح الذي يعدون المغاربة به هو الزيادة في الأسعار ووقف الحوار الاجتماعي ومنع توظيف المعطلين" متهما وزراء العدالة والتنمية بإخراج مراسيم لإغراق الإدارة العمومية بموظفين مقربين لهم"، مؤكدا أنهم "منخرطون في مقاومة كل صوت مخالف له، وحتى البرلمان الذي كان الاتحاد مع أم الوزارات في المعارضة وزمن الرصاص كانت لنا الحقوق لأخذ لحصتنا حتى جاءت هذه الحكومة لتحاور نفسها لأن هذه المنصة التي يخطب فيها مخصصة للبرلمان أصبحت بإمكانيات الحكومة منصة إضافية لمخاطبة رئيس الحكومة للمواطنين".