كان دوار عين بيضة بجماعة عين عائشة بإقليم تاونات يعيش، السبت، كعادته، أجواء رمضانية هادئة قبل أن يعم أرجاء القرية خبر ارتكاب شخص يعاني من اضطرابات عقلية، ويبلغ من العمر حوالي 30 سنة، مجزرة فظيعة، قتل خلالها طفلين وامرأتين، فيما أصاب امرأة وطفلة أخريين بجروح بليغة. هذه الجريمة التي هزت جماعة عين عائشة، والتي ضحاياها تجمعهم بمرتكب الجريمة قرابة عائلية، أودت بحياة زوجة عم المختل عقليا، وهي امرأة مسنة توفيت في الحال. كما راح ضحيتها ابنا عمته، وهما طفلة وشقيقها (9 و7 سنوات) فارقا الحياة في طريقهما إلى المستشفى، إضافة إلى زوجة ابن عمه التي لفظت أنفاسها الأخيرة بالمستشفى. فيما أصيبت امرأة ثالثة بجروح بليغة، وهي أيضا من أقارب المختل عقليا، وقد غادرت المستشفى بعد تلقيها الإسعافات الضرورية. ولا تزال ابنة خالته، وهي طفلة تبلغ من العمر 4 سنوات، تحت العناية المركزة داخل المستشفى الجامعي لفاس بعد تعرضها لإصابة بليغة في الرأس. مصالح الدرك الملكي لعين عائشة، التي وصلها خبر هذه الجريمة، هرعت، وفقا لما أوردته مصادر هسبريس، رفقة ابن القتيلة المسنة، إلى موقع الحادث، حيث كان سكان القرية المذكورة تحت وقع الصدمة وهم يحيطون بالضحايا الستة، بين قتيل وجريح، وسط برك من الدماء. ووفقا لما رواه شهود عيان من أبناء القرية لهسبريس، فقد اعترض المختل عقليا، في البداية، الطفلة وشقيقها حين كانا في طريقهما إلى المدرسة، وقام برشقهما بالحجارة، قبل أن يستعين بأداة راضة عبارة عن قطعة حديدية. وبعد ذلك هاجم طفلة ثالثة، وكذا المرأة المسنة وزوجة ابنها وإحدى بناتها بعد تدخلهن لصده، حيث أصاب المسنة في مقتل، فيما أصاب قريبتيها إصابات خطيرة. وقد حاولت عناصر الدرك إلقاء القبض على مرتكب هذه المجزرة الفظيعة، غير أنه واجهها بعنف، وقام برشقها بالحجارة، قبل أن تتمكن من محاصرته والإمساك به، وحجز الأداة الحديدية التي استعملها في الهجوم على ضحاياه. وقد تم، مغرب السبت، دفن المسنة والطفلين بمقبرة دوار عين بيضة وسط سخط عارم وحزن شديد عمّا عائلات الضحايا وسكان القرية، فيما وضعت مصالح الدرك الملكي المختل عقليا تحت الحراسة النظرية لأجل البحث، بتعليمات من النيابة العامة المختصة.