افتتح من وزير الصناعة التقليدية عبد الصمد قيوح، ووزير السياحة، لحسن حداد، مشروع المدارات السياحية المحتضنة للصناعة التقليدية التي تهدف إلى تمكين الفضاءات الثقافية والتاريخية التي تحتضنها المدينة العتيقة لفاس من لوحات للتشوير والتوجيه والإخبار والتفسير. وتضمن هذا المشروع، الذي افتتح يوم الاثنين المنصرم والذي تم تمويله من طرف هيئة تحدي الألفية تحيين المدارات السياحية المحتضنة للصناعة التقليدية بفاس من خلال وضع سلسلة من لوحات التشوير السياحية بمختلف المواقع لتوجيه الزوار وإخبارهم وذلك عبر مختلف المدارات السياحية، وتم في هذا الإطار وضع ما مجموعه 308 لوحة تشوير منها 228 لوحة للتوجيه و70 لوحة للتعريف بالتراث و10 لوحات للإخبار. وأكد عبد الصمد قيوح وزير الصناعة التقليدية على الأهمية التي يكتسيها تنفيذ هذا المشروع الذي يروم بالأساس إعطاء أفضل الإرشادات حول مختلف الفضاءات الثقافية والتاريخية التي تحتضنها المدينة العتيقة لفاس وذلك بهدف توجيه الزوار في المدارات السياحية ومدهم بالشروحات والوصف الشامل لمختلف المواقع والمعالم الأثرية والتاريخية والعمرانية التي تؤثث فضاءات العاصمة الروحية للمملكة. وأضاف وزير الصناعة التقليدية أن هذه العلامات التشويرية تستهدف أيضا دعم النشاط السياحي المحلي الذي يرتكز أساسا على المكون الثقافي وإضفاء الطابع السياحي على التراث الثقافي والحضاري للمدينة، كما أوضح أن هذا المشروع شمل ستة مدارات سياحية محتضنة للصناعة التقليدية موزعة على مدار تجوال بطول 21 كلم منها خمسة مدارات داخل أسوار المدينة القديمة بطول 5 ر 10 كلم كما تم تخصيص هذه المدارات السياحية للنهوض بالموروث الحرفي التقليدي مشيرا إلى أهمية المقاربة التشاركية التي اعتمدتها وزارة الصناعة التقليدية مع جميع الشركاء والمتدخلين لتنفيذ هذا المشروع وضمان نجاحه. ومن جهته أكد وزير السياحة، لحسن الحداد على أهمية البعد الهيكلي لهذا المشروع وتأثيراته الإيجابية على مختلف مناحي الحياة بالمدينة العتيقة لفاس مؤكدا على أن تثمين المنتوج الثقافي يظل أحد الركائز الأساسية لاستراتيجية إنعاش وتطوير القطاع السياحي بالمغرب. وأوضح أن هذا المشروع الذي له انعكاسات اقتصادية واجتماعية جد مهمة على مجموع الصناع التقليديين الذين يزاولون حرفهم بهذه الفضاءات يندرج في إطار الجهود التي تهدف إلى جعل المغرب وجهة سياحية وثقافية بامتياز وكذا لتنويع وتطوير العرض السياحي تنفيذا لرؤية 2020 السياحية. وبدورها أكدت الممثلة المقيمة لهيئة تحدي الألفية بالمغرب على أن تنفيذ هذا المشروع يعكس علاقات الصداقة "القوية والعريقة" التي تربط بين المغرب والولايات المتحدةالأمريكية، مشيرة إلى أن هذا المشروع يندرج ضمن المشاريع الكبرى التي تمولها هيئة تحدي الألفية إلى جانب أوراش أخرى تتعلق بتنمية وإنعاش قطاع الصيد البحري والفلاحات الصغرى وغيرها. وأضافت أن النجاح الذي حققه البرنامج الأول لهيئة تحدي الألفية بالمغرب الذي ينتهي في شهر شتنبر المقبل مكّن المغرب من الاستفادة من برنامج آخر هو الآن في طور الإعداد، وقد تمت تسمية المدارات السياحة الستة المحتضنة للصناعة التقليدية اعتمادا على موضوعات "الصناعة التقليدية" و"مآثر وأسواق" و"معارف ومهارات" و"قصور وحدائق الأندلس" و"فاس الجديد" و"الأسوار والأبراج". وتتضمن هذه المدارات 2113 نقطة بيع لمنتجات وخدمات الصناعة التقليدية والتي ستستفيد من الانعكاسات الاقتصادية للأنشطة السياحية التي ستترتب عن عملية تحيين المدارات السياحية .وكانت هيئة تحدي الألفية قد منحت المغرب هبة مالية بلغت قيمتها 5 ر 697 مليون دولار بهدف محاربة الفقر من خلال التنمية الاجتماعية .واستفاد مشروع "الصناعة التقليدية وفاسالمدينة" الذي يندرج في إطاره مشروع المدارات السياحية المحتضنة للصناعة التقليدية من غلاف مالي إجمالي بلغ 5 ر 95 مليون دولار منها 7 ر 84 مليون دولار ممنوحة لقطاع الصناعة التقليدية وجهت لتمويل أنشطة الإنعاش وتنمية ودعم الإنتاج ومحو الأمية الوظيفية والتكوين المهني.