أعلن المصنع الهندي المتخصص في تصدير لقاح أسترازينيكا إلى عدد من البلدان، ومن بينها المغرب، أنه سيوقف التزويد باللقاح إلى غاية نهاية أبريل أو ماي المقبل. الأمر لا يهم فقط تزويد المملكة المغربية بل جميع البلدان التي تستورد أسترازينيكا من الهند، ويهم بشكل أساسي البرازيل والمملكة العربية السعودية والمملكة المتحدة وصندوق "كوفاكس". هذا التعليق ناتج عن تفشي الوباء في الهند، ما يدفع السلطات إلى إعطاء الأولوية لحملة التطعيم الوطنية الهندية؛ فالبلاد بحاجة إلى 85 مليون جرعة شهريًا حتى شتنبر المقبل. وتم الإبلاغ عن 47000 حالة جديدة في الهند يوم الأربعاء. وستفتتح أكبر شركة لتصنيع اللقاحات، معهد سيروم الهندي، والموردة أيضًا للمغرب، وحدة تصنيع ثانية بحلول نهاية أبريل، ما يزيد الإنتاج الشهري بمقدار 30 مليون جرعة إلى 100 مليون جرعة. وأظهر موقع وزارة الخارجية الهندية على الإنترنت أنه لم يتم تصدير لقاحات من الهند منذ يوم الخميس، لأن البلاد توسع جهود التحصين الخاصة بها. وسبق أن أبلغ "معهد سيروم الهندي للمصل واللقاح" كلا من المغرب والسعودية والبرازيل بأنه سيتم تأخير الإمدادات الإضافية من لقاح أسترازينيكا المضاد لفيروس "كورونا". وإلى حدود الأسبوع الجاري توصل المغرب بالدفعة السادسة من اللقاح، وهي عبارة عن شحنة من 500 ألف جرعة من لقاح "سينوفارم" الصيني، ليصل بذلك مجموع الجرعات التي حصلت عليها المملكة إلى 8 ملايين ونصف مليون جرعة، موزعة بين 6 ملايين جرعة من لقاح "أسترازينيكا" و2.5 ملايين جرعة من لقاح "سينوفارم". واستبق المغرب هذا الضغط العالمي بطلبه مليون جرعة من لقاح "سبوتنيك V" الروسي، يرتقب أن تصل على دفعتين في غضون الأيام القليلة المقبلة. وفي حال تأخر وصول شحنات جديدة من اللقاح إلى المغرب سيتسبب ذلك في توقف أو تباطؤ الحملة الوطنية للتلقيح، وهو ما سيفرض على المملكة البحث عن حلول لتدبير المخزون المتوفر لديها في انتظار تجاوز مشاكل الإمدادات، سواء عبر اقتناء لقاحات جديدة أو تغيير شروط التلقيح. وفي هذا الصدد، اقترح الطيب حمضي، طبيب باحث في السياسات والنظم الصحية، التباعد بين جرعتي لقاح "أسترازينيكا" بمقدار ثلاثة أشهر، بدلاً من أربعة أسابيع الموصى بها حاليا، من أجل تطعيم وحماية المزيد من الأشخاص.