يجب علينا أولا أن نُحدد مفهوم الرداءة، وهل ما نقصده نحن معشر المُنتقدين بالرداءة، أي كل عمل يفتقر إلى العمق والإبداع والخلق وفيه ابتذال، له نفس المعنى لدى الآخرين!. هل ما يُقدم لنا على المنصات الرقمية أصحابه واعون بأنه رداءة، خصوصا عندما يلقى تفاعلا كبيرا من طرف المتابعين لقنواتهم؟ هل عرفوا من أين تؤكل كتف "الأدسنس" واستوْعبوا جيدا ما يتابعه المشاهد وشرعوا في تسويق أنفسهم كشخصيات مثيرة وخارقة، تستخدم أسلوب الحمقى والمختلين عقليا كي تٌروج لأعمالها المصورة بهدف صعود منصة "الطوندونس" المغربي؟. ربما هم ليسوا حمقى ولا مُختلين عقليا كما نعتقد، بل "مقاولون جدد" في المجال الرقمي، يسمّون أنفسهم صناع محتوى رقمي، ويتسوّلون بشكل أو بآخر دعوات الاشتراك في قنواتهم والضغط على جرس التنبيه، بهدف حصد أكبر عدد من المشاهدات التي تُعتبر في السوق الرقمي عبارة عن مبالغ مالية تُضاف إلى أرصدتهم. "مقاولون جدد" لا يحملون أفكار مشاريع خلاقة بقدر ما يتوفرون على وجوه "قاصْحَة" تسمح لهم بالقيام بكل شيء، كتصوير تلك الأفلام القصيرة التي أساءت إلى هذا الصنف من الإبداع السينمائي، والمقالب المُصطنعة التي تُروج على أنها حقيقية، وتُكرس للغباء عن طريق القيام بالمقلب لنفس الشخص مرات عديدة دون تمكنه من اكتشاف الأمر، انتهاء بموضة التحدي الجديدة التي اكتسحت "يوتوب" مؤخرا، وأظهرت لنا ألقابا جديدة تنضاف إلى اللائحة. ظهور تلك النماذج على "يوتوب" في تصاعد، وتساهم فيه العديد من الأسباب، ليتحول إلى قاعة سينما افتراضية تُعرض على شاشتها الأعطاب الاجتماعية، في انتظار تلبية نداء إعادة فتح قاعات السينما والمسارح الذي أطلقه العديد من الفنانين والفاعلين في المجال الفني!. في انتظار ذلك، يجب علينا أن نروض أصابعنا على عدم الضغط على رابط محتوى رديء ولو أحيانا تُفرض علينا المشاهدة بالصدفة أو تحايلا من صاحبه؛ لكن مع مرور الوقت ستصبح لدينا القابلية والقدرة على التمييز!. كاتب