يواصل حميد شباط الأمين العام لحزب الاستقلال انتقاده الإعلامي للحكومة ورئيسها عبد الإله بنكيران، حيث عاد ليؤكد، في حوار أجراه مع جريدة "الشرق الأوسط"، أن الحكومة يمكن أن تسقط في أية لحظة، معتبرا أنها ليست قدرا منزّلا من السماء، وأوضح أنه لا يهدف إلى الإطاحة بها وإنما يسعى فقط إلى تصحيح الأوضاع. رفع الأسعار سيخرج "الاستقلال" من الحكومة شرح شباط، في حواره المطول مع "الشرق الأوسط"، أنه مع استكمال الحكومة لولايتها "لكن ليس على حساب الشعب المغربي"، مبرزا أن هناك سببا واحدا سيجعل حزب الاستقلال ينسحب من الحكومة هو الزيادة في الأسعار والإجهاز على القدرة الشرائية للمواطنين وعدم توظيف العاطلين وعدم محاربة الفقر، مضيفا بلغة لا تخلو من تهديد: "إذا لم تذهب هذه الحكومة في المسار الاجتماعي الحقيقي، الذي يطمح إليه الشعب المغربي، فإن حزب الاستقلال سيقول كلمته، لأنه لا يمكنه الاستمرار في حكومة تعاقب الشعب". وقال شباط إن الناس أصبح لديهم حنين للفترة التي كان فيها عباس الفاسي رئيسا للحكومة، لأنهم جربوها في ظل الدستور السابق، وتحققت في عهدها "إنجازات لا يمكن أن ينكرها أحد في مختلف المجالات" ومنها الإصلاحات السياسية، على رأسها دستور يوليوز 2011، وقانون التصريح بالممتلكات، وهيئة الوقاية من الرشوة، وكل المؤسسات التي تُعنى بمحاربة الفساد والرشوة.. كما قال شباط إن الحكومة السابقة، التي كان على رأسها حزبه، رفعت من الرواتب ومن حدها الأدنى، وقلصت من الضريبة على الدخل، وسلمت لحكومة بنكيران موازنة سليمة بلغت فيها نسبة العجز 5 في المائة، لكنها 7,2 في المائة خلال سنة ونصف من عهد هذه الحكومة. الحكومة مغرورة وبنكيران ليس رسولا ووصف شباط حكومة بنكيران من جديد بأنها حكومة الفكر الواحد والرأي الواحد، وأنها مغرورة تريد أن تُعتبر مُقدسة ولا يمكن المساس بها ولا التحدث عنها، معتبرا ذلك رجوعا خطيرا إلى الوراء فيما يخص حرية التعبير، مشيرا إلى أن الملكية بنفسها لم تعد مقدسة حسب دستور 2011، وأن الملك أصبح اليوم مثله مثل جميع المغاربة يجب احترامه فقط، مشيرا إلى أن حكومة بنكيران سائرة في طريق الرئيس المصري محمد مرسي الذي جعل من نفسه، على حد تعبير شباط، "إلها لا يمكن التحدث عنه". ورفض شباط، في الحوار ذاته، التعليق على كون انتخابه أمينا عاما لحزب لاستقلال جاء بدعم من "جهات عليا" للحد من شعبية عبد الإله بنكيران، موجها الكلام للصحفية التي حاورته بألا تتحدث عن بنيكران على أنه شي غيفارا أو رسول بعث من عند الله، مضيفا أن حزب الاستقلال "أقوى من كل هذه الأسماء"، وأنه تاريخيّا أسس من أجل تحرير الوطن وتحرير المواطن من العبودية، وأنه "يُشكل استمرارية لهذا الحزب"، وزاد: "كل من أراد استعباد هذا الشعب نحن له بالمرصاد". وأعاد زعيم حزب الميزان التشديد على أن نصف أعضاء الحكومة هم "تماسيح وعفاريت"، لأنهم يوجدون داخل البِرْكة"، متسائلا: "هل رأيت تمساحا خارج البِرْكة؟، نحن خارج البِرْكة وهم الذين يوجدون بداخلها، وقد يأكل بعضهم بعضا إذا لم يجدوا ما يأكلونه"، قبل أن يسترسل: "إذا كان هناك من تمساح فهو داخل الحكومة، ولا يعرف التمساح إلا التمساح ". الفايسبوك في خدمة التعديل الحكومي بخصوص التعديل الحكومة قال شباط إنه يطالب به من أجل "إنجاح التجربة وبالتالي إنجاح بنكيران"، مؤكدا أنه عندما سيكون هناك تعديل فإنه سيعرض الأمر على "الفيسبوك" ويطلب من الناس إبداء رأيهم في من يريدون أن يظل وزيرا، ومن حاز تأييد الشعب فهو من سيتم اختياره، وليس شخصا آخر. خروج بنكيران مع نقابة يتيم سب وقذف زعيم الاتحاد العام للشغالين بالمغرب اعتبر خروج رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، في مسيرة فاتح ماي لنقابة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب "سبا وقذفا في حق الحركة النقابية بالمغرب"، مطالبا بنكيران أن "يرقى إلى مستوى رجل دولة، ولا يظل مجرد رئيس حزب، لأنه اليوم رئيس لكل النقابات وللشعب المغربي"، وأن "من ينزل إلى هذا المستوى يجعل نفسه مستهدفا، ونحن نحاول إرجاعه إلى طريق الصواب" يوضح شباط قبل أن يبرز بأن الطريقة الاستثنائية التي احتفلت بها نقابته هذه السنة بعيد العمال، كان يهدف من خلالها إلى البرهنة على أن "الاستقلال" حزب موحد و يدعم الحركة النقابية، وأن قيادته الجديدة لديها مفهوم جديد للسياسة يتجلى في "تخليق العمل السياسي، وإنشاء برامج موحدة للحركة النقابية، لأنها هي التي بإمكانها تغيير المنكر في هذا الوطن، لأن ما يحدث اليوم هو منكر حقيقي". وعن مصادر تمويل المسيرة الضخمة التي نظمتها نقابته قال شباط إنه "اعتمد على جيوب منتمين لحزبه، وبرلمانييه ومتعاطفيه"، مؤكدا أن الحزب لم يصرف من ميزانيته ولو سنتيما واحدا لصالح مسيرة فاتح ماي. لا تشاور مع الفاسي وبوستة نفى حميد شباط، الأمين الحالي لحزب الاستقلال أن يكون بصدد التشاور مع سابقَيه، عباس الفاسي ومحمد بوستة، بشأن مواقف الحزب، معتبرا أن لكل مرحلة رجالها، وزاد أن استشارتهما قد تتعلق بقضايا التاريخ والذاكرة، أما اليوم يجب استشارة الشباب المتطلع إلى غد أفضل.. يقول الزعيم الاستقلالي الحاليّ.