مرت أيام عصيبة شكلت محطة إختبار لمواقفنا السياسية بامتياز و خضعت فيها قضيتنا الوطنية للمساومة داخل أروقة مجلس الأمن الدولي بعد الدفع بمسودة قرار توسيع صلاحيات المينورسو لتشمل آلية مراقبة حقوق الانسان بالصحراء و لولا قدر الله عز وجل و المبادرة النوعية التي كرست جاهزية المؤسسة الملكية و موقفها الجريء و الشجاع بمعية جهود وزارة الخارجية و باقي القوى و الفعاليات السياسية و المدنية، لكنا اليوم بصدد تجرع مأساة سياسية ستشكل وصمة عار يحفظها التاريخ للأجيال القادمة. وبالعودة إلى الدستور المصادق عليه في يوليوز 2011 و ما نص عليه من تفصيل لكل الحقوق و الحريات و مطالبة كل القوى الحية بالتفاعل مع كل بنوده و تنزيلها بشكل ديموقراطي و سليم بغية تكريس دولة الحق و القانون و تجسيد النموذج المغربي الذي يسعى لتحقيق التنمية في تناغم و انسجام تام مع غرس قيم الديموقراطية، ونحن نستحضر سياق هذا الكلام و تداعيات الاستغلال السياسي بل الدولي لمسألة حقوق الانسان في الصحراء نريد أن ننبه إلى خطورة بعض المواقف السياسية المعبر عنها من طرف أشخاص يريدون غرس بوادر الفتنة داخل البلد، فحين نتحدث عن فكرة الاجماع الوطني حقيقة، فإننا نستحضر في المقام الأول المبادئ المنصوص عليها في الدستور والمؤسسة للدولة الوطنية و يأتي على رأسها الدين الإسلامي الذي يشكل عنصر إجماع لكل المغاربة، لكن حين تعلو بعض الأصوات لتعبر علنا في هذه الظرفية السياسية بالذات عن بعض القناعات التي تمس عقيدة المغاربة المسلمين من قبيل المس بشخص رسول الله صلى الله عليه و سلم، فإن ذلك لن يخدم سوى مصالح قوى أرادت غرس الفتنة و زعزعة إستقرار البلد و إذ أضفنا إلى ذلك تصريح السيدة " خديجة الرياضي " الرئيسة السابقة للجمعية المغربية لحقوق الانسان، من أنها لا ترى مانعا من توسيع مراقبة حقوق الانسان تحت مظلة الأممالمتحدة، فإننا نعتبرها مواقف تصب في خانة واحدة وتتقاطع بشكل مباشر مع ما يطمح إلى تحقيقه خصوم وحدتنا الوطنية. إن صمام الآمان بالنسبة لهذا الوطن هو تحصين الجبهة الداخلية عبر الحفاظ على مقومات و مبادئ النموذج المغربي الخالص القادر على إستيعاب كل مكوناته، فالتعدد الثقافي بماهو أمازيغي و حساني و ريفي ... يعكس قوة البناء الحضاري للأمة المغربية و لا يمكن القبول بتوظيف هذا التعدد لتحقيق أهداف إيديولوجية و خدمة مصالح خارجية يراد منها تكريس نزعة الفرقة و الشتات المفضي لانقسام جسم الأمة الواحدة. *فاعلة جمعوية من الصحراء