بعث الملك محمد السادس برقية تهنئة إلى عبد الاله بنكيران على إثر انتخابه أمينا عاما لحزب العدالة والتنمية من قبل المؤتمر الوطني السادس للحزب الذي انعقد عطلة نهاية الأسبوع الماضي بالرباط. "" ومما جاء في برقية الملك محمد السادسالتي نقلتها وكالة المغرب العربي للأنباء"فعلى إثر انتخابك أميناً عاماً لحزب العدالة والتنمية، من قبل المؤتمر الوطني السادس للحزب، نتوجه إليك بعبارات التهاني، مشفوعة بدعواتنا لله تعالى أن يمدك بعونه وتوفيقه، في نهوضك بأمانة قيادة هيأتكم السياسية". وأضاف محمد السادس "نغتنم هذه المناسبة للإشادة بما كان يتحلى به سلفك الدكتور سعد الدين العثماني، من حكمة ورصانة، وحرص على اضطلاع الحزب بدوره السياسي الكامل، في نطاق دولة الحق والمؤسسات". كما أعرب الملك عن "مدى ثقتنا السامية، في أنك ستواصل نفس المسار البناء، بما هو مشهود لك به من خصال حميدة، وغيرة وطنية، وحنكة سياسية، تؤهلك لتحمل هذه الأمانة، بكل وعي ومسؤولية. وعلى المعهود فيك من تشبث راسخ بمقدسات الأمة، والتزام بالخيار الديمقراطي، كنهج قويم في تدبير الشأن العام، وحرص على جعل المصالح العليا للوطن، والقضايا العادلة للمواطنين، تسمو فوق كل اعتبار". واستطردت برقية الملك محمد السادس "كما نطلب منك إبلاغ أعضاء حزب العدالة والتنمية، قيادة وقواعد، دعواتنا إلى الله جلت قدرته، أن يسدد خطاهم ليُسهموا بنصيبهم، إلى جانب الهيئات السياسية الوطنية، وراء قيادة جلالتنا أمير المؤمنين، في المجهود الجماعي لإنجاز أوراش التنمية والتحديث، في تشبث راسخ بثوابت الأمة، وهويتها الأصيلة، والتزام واع بمقومات المواطنة العصرية، القائمة على تكريم الإنسان، والغيرة الصادقة على عزة المغرب ووحدته وتقدمه". وجاء فوز بنكيران بحصوله على 684 صوتا بمعدل 56.30% خلال تصويت بالاقتراع السري، وشهد منافسة قوية مع العثماني الذي حصل على 495 صوتا وفي ذيل القائمة جاء عبد الله باها الذي حصل على 14 صوتا. تهئنة محمد السادس لعبد الإله بنكيران وحزبه أتت على خلفية المفاجأة التي خلقها حزب العدالة والتنمية حيث كانت التوقعات تؤكد استمرار سعد الدين العثماني الأمين العام السابق في توليه كرسي رئاسة الحزب بسبب شخصيته الهادئة التوافقية، التي أوصلت الحزب بهدوء إلى ما هو عليه الآن داخل النسق السياسي المغربي، لكن الواقع جاء بعكس التوقعات وفاز بالكرسي بنكيران الذي لا يخفي تشبثه بأواصر الملكية وهو أمر أكد عليه المؤتمرون مرارا في الدورة السادسة للحزب. وسيجد بنكيران نفسه مدعوما بخطابه المعروف به من قبل الشباب، فنسبة 25 في المائة من مقاعد المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، التي جرت أول أمس الأحد، فيما احتلت النساء نسبة 10 في المائة خلال الاقتراع. تربى بنكيران في الحركة الإسلامية، منذ شبابه وعرف عنه طبعه الحاد وشخصيته القوية، رغم أن خصومه يصفونه بأنه لا ينتج الأفكار. وولد القائد الجديد للعدالة والتنمية في شهر أبريل عام 1954 بمدينة الرباط من عائلة فاسية صوفية، كانت عائلته تميل إلى حزب الاستقلال، بعد تلقيه لتعليم ديني التحق بمنظمات يسارية متطرفة ثم التحق بحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وفي عام 1976 غير الوجهة 180 درجة فانتقل إلى "الشبيبة الإسلامية"، غير أنه لم يتسمر طويلا في هذا التنظيم إذ سرعان ما خرج منه وأعلن عن ذلك علانية، وهو ما جر عليه تهما كثيرة من هذا التنظيم المحظور في المغرب. بعد ذلك دخل في مسلسل لتقريب وجهات النظر بين الدولة والحركات الإسلامية، وفي العام 1986 أصبح رئيسا لحركة "الإصلاح والتجديد"، واستمر في منصبه إلى العام 1994. كان بنكيران وراء فكرة نشر وثيقة تقبل بالنظام الملكي. نافس على منصب الأمين العام سنة2004 وانهزم أمام العثماني ليصبح بعد ذلك رئيسا للمجلس الوطني، كان عليه أن ينتظر طويلا كي تتأتى له رئاسة الحزب في يوليوز 2008.